رحمك الله يا سمير عبد الرحمن السيّد. عشت بسيطاً، ومتّ كذلك، دخلت إلى هذا العالم بهدوء وخرجت منه بهدوء فإلى جنة الخلد - إن شاء الله -.
عرفت أخي سمير عام 1391هـ حين تزاملنا في فريق عمل من معهد الإدارة العامة اختاره مديره العام آنذاك أستاذنا فهد الدغيثر (رحمه الله) ليعمل معه، عند اختياره مشرفاً على مصلحة الجمارك لإعادة تنظيمها وتطوير أدائها والرفع من مستواها الإداري وكان سمير قد أنهى دراسة الحقوق في تونس بعد نقل الطلاب المبتعثين من مصر وقت ذاك (وكان أحدهم) بعد أن أكمل دراسته الجامعية التحق بمعهد الإدارة وكُـلّف بالعمل ضمن الفريق. لقد سررت بمعرفته، وزمالته، ثم صداقته، التي استمرت إلى أن اختاره الله إلى جواره فإلى جنة الخلد يا سمير.
لقد عشنا أياماً وليالي في العمل بالجمارك، وفي موسم الحج، كنا نواصل عملنا وتذهب وتأتي الفرق المناوبة ونحن على رأس العمل، يدفعنا لذلك حماس الشباب والشعور بالمسؤولية، والرغبة في خدمة الحجاج القادمين، (وكل من عاش تلك الفترة يعرف طاقة مطار جدة) والطائرات المحلقة التي تنتظر دورها في الهبوط، والحجاج الذين ينتظرون إنهاء إجراءاتهم، ومطوفيهم.. إلخ. ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته العليا في القانون، وعاد ليساهم مع زملائه في التدريس والتدريب بالمعهد، ثم استقال ليجرب حظه في مكتب خاص للاستشارات القانونية والمحاماة إلا أنه لم يحقق كل طموحه، وقد عانى في السنوات الأخيرة من أمراض السكر والضغط والقلب ما أتعبه وغادر دنيانا إلى دار الخلود. كان طيّب القلب، نقيّ السريرة، وديعاً. مسالماً، متسامحاً، يتغاضى عن الزلات ليعيش هادئاً، مرتاحاً رحمه الله تعالى.
أُعزّي نفسي فيه وزوجته وابنته وأخيه مبارك وأخواته وأسرته جميعاً تقبله الله قبولاً حسناً وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه سميعٌ مجيب.