لم أكن لأصدق أن صروف الزمان ومصائب الدهر حين تأتي مفاجئة قد تجعل الإنسان بطبيعته الفطرية وأحاسيسه في حالة عدم اتزان فكري لبعض الوقت، وطبيعي أنك عند ما تفقد إنسانةً عزيزةً عليك لم تكن تشتكي من علة جسدية وتنعم بمحبة الجميع من حولها لما كانت تحيط به الجميع من عطفها ومحبتها وإرشادها وبالتالي يكون فقدها مؤثرًا ومحزنًا وصدمة قوية جدًا.
عند ما وصلني نبأ وفاة ابنة أخي رحمها الله (وضحى السالم) (أم عبد العزيز) يعلم الله أنني وقعت تحت تأثير صدمة كبيرة لأن فقدي لها وهي الإنسانة التي عرفت بتبسمها وتواضعها للبعيد قبل القريب ومحبة الناس لها من أقارب وجيران الكل ممن عاشر وتعامل مع (أم عبد العزيز) لم يكن ليصدق أن الموت يأتي فجأة من دون إنذار يكون كمثل مرحلة التوقف اللا إرادية تجعلنا نفقد السيطرة على مشاعرنا حيث تزدحم جميع المشاعر المأساوية لتحاول الخروج دفعة واحدة تتجلى جميع المواقف التي حصلت لي مع ابنة أخي ذات الأربعين ربيعًا حيث تمر كأنها البارحة وتجعلني ألهج بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
(رحمك الله رحمة واسعة).
أعزي نفسي قبل أن أعزي أبناءها وبناتها.
أعزي نفسي قبل أن أعزي أخي بها.
أعزي نفسي قبل أن أعزي والدتها.
أعزي نفسي قبل أن أعزي أخواتها وإخوانها.
اعزي نفسي قبل أن أعزي زوجها الكريم ابن الكرام الذي ما فتئ يدعو لها بالرحمة والغفران والرضى لرفيقة دربه وشريكة حياته
فلقد فقدنا إنسانة صابرة محتسبة تسعى دائمًا لجمع الناس على المحبة والابتسامة والتسامح والإخاء والكرم.
طبت حية وميتة ورزقك الله الفردوس الأعلى
ربي ارحمها واغفر لها وألهمنا فيما أصابنا الصبر على فقدها.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}