مشاري، طفل لم يتجاوز الأربع سنوات، نجا من حادث مروري مؤلم راح ضحيته ست أنفس بريئة من بينهم والدته وجدته بعد أن عاشوا فرحة زواج خاله (مشاري)، ومن بين الناجين خاله (مشعل) الذي فقد عائلته ووالدته وأخاه (يوسف) بترت رجله:
بعْد فرحة مشاري جات فجعة (مشاري)
خمسة ايام كانت بين عرس وعياد
ما لذيك المصايب عند الاجواد طاري
لين حل القدر، والامر قالوا وكاد
ست الارواح راحن، وامر الاقدار جاري
وهز قلبي صغيرٍ باحمر الدمع جاد
كان في حضن أمه عن لهيب الذواري
تحت شجرة غلاها في ظلال وبراد
حضنها له أمان وعطفها نهر جاري
من حنان الأمومه ذاق شربٍ وزاد
طاحت الشجره اللي كان فيها متواري
شجرةٍ محتويته قبل سن المهاد
وجدته شمس عمره، كم عشانه تداري
عقب غابت توشّح صبح يومه سواد
قام يسأل وقلبه مفتقدهن وداري
وين (ماما) و(جدّونه)،، ونادى واعاد
كن صوتٍ يجاوب من بعيد الصحاري
الله اللي خذاهن والله اللي أراد
لو الاعمار سلعه بين بايع وشاري
كان ماطاح دمعك يامشاري وزاد
عمرنا عمر واحد والمنايا تباري
للبنادم، ولا له عن مصيره حياد
ويوم شفتك يامشعل هل دمعي اجباري
دمعة الحزن جمره والمواجع قياد
كل نفسٍ توفت معك يوم انت ساري
ياعساها بسعاده يوم عرض العباد
أكتِب البيت واشطب لجل وضعك واداري
خوف لجرح شعورك والمدامع مداد
عشت فرحة مشاري قبل فجعة مشاري
إصبر اصبر يامشعل دام ربي أراد
- ضيف الله بن حمدان الدلبحي
