سعادة رئيس التحرير سلمه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد اطلعت على ما نشر في صحيفة الجزيرة يوم السبت 21-10-1433هـ بعنوان (عباءة الرأس... فريضة شرعتها أهواء مديرات المدارس!) ومن باب المشاركة حول هذا الموضوع أقول وبالله التوفيق: إنَّ من فضائل الله على المملكة العربية السعودية أنْ مَنَّ على أهلها بالمحافظة على الدين والواجب الاستمرار على هذه المحافظة وحث الناس عليها, وتذكير الناس بالله وبفضيلة الحجاب والستر والاحتشام وتعزيز خلق الحياء وغرزه بين فتياتنا في جميع الأماكن بما فيها المدارس النظاميَّة التي وضعتها الدولة حرسها الله لتعليم البنات وتربيتهن التربية الصالحة وبالآداب الإسلاميَّة التي تسمو بمن تأدب بها وحث عليها, ولي وقفات: الوقفة الأولى: نصيحةٌ عامَّة وهي أنَّ كل كاتب مسؤول أمام الله, فمن كتب خيراً وحثَّ عليه ونشره في الناس ولازم التقوى فيما يقول ويكتب فهو على خيرٍ, وهو من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به, قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} كما ورد النهي عن التعاون على الإثم والعدوان قال سبحانه: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ويجب الحذر من الوقوع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى, ورُبَّ كلمةٍ هوت بصاحبها في النار, قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق) متفق عليه.
الوقفة الثانية: أنَّ فيما كُتب في المقال المذكور أنَّ عباءة الرأس..
فريضة شرعتها أهواء مديرات المدارس فهذا ليس بصحيح, فمديرات المدارس اللاتي يُلزمن الطالبات بعباءة الرأس على صوابٍ يثيبهن الله عليه وهو من الواجب ومن أداء الأمانة الملقاة على عواتقهن.
الوقفة الثالثة: أنَّ في وضع النساء العباءة على الكتف تشبُّهٌ بالرجال إذ الرجال يلبسون العباءة (البشت) على أكتافهم, وقد جاء التحذير من تشبه النساء بالرجال في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء قال فقلت: ما المترجلات من النساء؟ قال: المتشبهات من النساء بالرجال) وعن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) الوقفة الرابعة: أنَّ ما نشر في المقال المذكور من تضايق البعض من إلزام المدرسة للطالبات بلبس العباءة على الرأس ليس في محله, بل إنَّ ذلك مدعاةٌ لشكر تلك المدرسة وعلى رأسهم المديرة إذ إنهم يعملون بفتوى اللجنة الدائمة في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وهي الجهة الرسميَّة التي خوَّلها وليُّ الأمر إفتاء الناس كما أنهم جمعٌ من خيرة العلماء أحسبهم والله حسيبهم, كما أني أنصح جميع أولياء الأمور بتقوى الله تعالى في أمرهم ونهيهم لأبنائهم وبناتهم بما يوافق الشريعة الإسلاميَّة ونحمد الله فالناس فيهم خير كثير, فبالنصيحة بالرفق وبالأناة وبالتعاون على البر والتقوى يعيش المجتمع في خيرٍ وسعادةٍ وأمنٍ وأمان.
وإليكم فتوى اللجنة الدائمة برئاسة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز ابن باز ونص السؤال والجواب: ما حكم وضع المرأة العباءة على الكتف؟ الجواب: (لا يجوز للمرأة وضع العباءة على الكتفين عند الخروج؛ لما في ذلك من التشبه بالرجال، وقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المرأة تلبس لبسة الرجل، والرجل يلبس لبسة المرأة).
والله الهادي إلى سواء السبيل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) فتاوى اللجنة الدائمة (17-107) كما أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- ( بأنه لا يجوز للمرأة وضع العباءة على الكتفين؛ لما في ذلك من التشبه بالرجال، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنَّه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) مجموع فتاوى ابن باز (10-408).
الوقفة الخامسة: أنَّ تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة وعلى طاعة الله وتربية البنات على الحشمة والستر ولبس الحجاب كما أمر الله سبحانه وكما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام له أثره المحمود على الأسرة والمجتمع وفي ذلك أداءٌ للأمانة التي حمَّلها الله أولياء الأمور من الوالدين وغيرهم.
الوقفة السادسة: ضوابط لعباءة المرأة ولبسها: الأول: أنْ تستوعب جميع بدن المرأة.
الثاني: أنْ لا تكون زينة في ذاتها, وأنْ تخلو من الكتابات والعلامات والرسوم والزخارف.
الثالث: أنْ تكون سميكة لا تظهر ما تحتها ولا يكون لها خاصية الالتصاق.
الرابع: أنْ تكون واسعة لا تبدي تقاطيع الجسم.
الخامس: أنْ لا تكون مبخرةً مطيبة.
السادس: أنْ لا تكون مشابهة للباس الرجل.
السابع: أنْ لا تشابه لباس الكافرات.
الثامن: أنْ لا تكون لباس شهرة.
التاسع: أنْ توضع على هامة الرأس.
الوقفة السابعة: من فوائد الالتزام بالحجاب الشرعي ما يلي: الأول: أنَّه يمنع من إيذاء المؤمنات بقصد أو بغير قصد.
الثاني: أنَّ في ارتدائه سكينة ووقار.
الثالث: أنَّه سمة الحرائر أما التبرج والسفور فهو سمة للإماء.
الرابع: أنَّ في التزام الحجاب عمل بسير الصحابيات رضي الله عنهن.
الخامس: أنَّ في التزام الحجاب مظهر من مظاهر تميز الأمة الإسلاميَّة.
السادس: أنَّ ارتداء الحجاب دليلٌ على العفة ومظهر من مظاهر التقوى وتعظيمِ حرمات الله.
السابع: أنَّ الحجاب وسيلة من وسائل الحيطة التي شرعها الله لحفظ أعراض المسلمين.
الثامن: أنَّ في ارتدائه دلالة على الحياء.
وفق الله الجميع للخير والهدى والرشاد.
- عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري - خطيب جامع بلدة الداخلة (سدير)