ها نحن أيها التربوي نلتقي وعندما نلتقي نبحرُ بسفينةٍ قد ركب فيها فلذات الأكباد الذين يرون فينا بأننا النور لهم في طريق مستقبلهم الوضاء الذي سوف يكونون فيه ذخراً وعتاداً وضياءً لهذا الدين، وهذا الوطن الذي يبني فيهم حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
* ها نحن نلتقي وهاهو شعاع شمسنا يعانق الآفاق ويعانق تلك القلوب التي نبضاتها مع همس خطواتها تعلق مشكاةً منيرةً على محياهم الذي يملأه الأمل؛ والتفاؤل بأن فجرهم سوف ينثر تغاريد الحياة المضيئة بأعذب الأصوات التي تعشوشب بها الروح المسلمة التي نشأت على مبادئ الأخلاق الحميدة.
* ها نحن أيها التربوي نلتقي: نصنع جيلاً مسلماً متوكلاً على الله سبحانه وتعالى..
نلتقي نرفعُ راية الوفاء للوطن الذي أسقانا بعذوبة قيمه وأخلاقه النابعة من تعاليم الإسلام الحنيف.
* نلتقي وفينا أنهار من المعرفة التي اغترفناها من بحار العلوم المختلفة؛ وها نحن اليوم نلتقي وفي نفوسنا سماءٌ ملبدةٌ بالغيوم ستهمي بأمطارها وتسيلُ أوديتها التربوية بجميل العلوم، فيعشبُ الفكر بها وتتفتح أزهارها بأزكى عطوراته.
* نلتقي كل صباح؛ داعياً نحو الفلاح؛ في خيرٍ ومودةٍ وصلاح.
* نلتقي بنفوسٍ راقية؛ ترقى وتصافح العقول؛ وتأبى الخضوع والنزول.
* نلتقي في مؤسسةٍ تربوية؛ تختلط فيها الأصوات أثناء الشرح فيخرج منها أجمل تغاريد الحياة التربوية التي سوف تبقى على؛ مسامعهم على مر الزمان - بإذن الله-.
* نلتقي تتناقح الأفكار وتبقى مشرقة في الليل والنهار؛ وتسيل رقراقة جميلة رائعة كالأنهار.
* نلتقي تزهر النفوس؛ فنشاهد في شواهقها عطاءً لا ينضب ونفساً ساميةً لا تتعب شعارها الإخلاص لله سبحانه وتعالى فما أجملها من نفوس تسعى لإرضاء ربها وتمضي على خطوات نبيها.
* ها نحن نلتقي وأقول ُلك شعراً:
في دوحة العلم ِالجميل ِلنا اللقا
يبقى على أرض المودة مشرقا
يبقى نقاءً صافياً متغلغلاً
في النفس يمطرها ويبدو المبرقا
يبقى كزهرٍ فائحٍ متضوعٍ
من بين طيرٍ بالمودة شقشقا
نبني من القول البديع معالماً
في فكر طلابٍ نراهم مرتقى
يمضون مثل النحل بين زهورنا
بجميل أسئلةٍ ويكسوها النقا
إنّي أراهم ضابطاً ومهندساً
ومعلماً عشق العطاء فأغدقا
إنّي أرى نجمات رتبتهم على
أكتافهم يمضون صفاً مورقا
إنّي أرى منهم طبيباً واضعاً
سمّاعةً وسط الآذان وحاذقا
إنَّا لندعو ربنا بتفاؤلٍ
أنّا نراهم صقر علمٍ حلّقا
- الأفلاج