خدمة تقديم أكواب من (شاي الحطب) على قارعة الطريقة، ظاهرة شبابية جديدة بدأت تغزو بعض (شوارعنا) وخصوصاً عند أماكن تجمع الشباب ونقاط مرورهم، مما يدعو إلى سرعة طرح و(معرفة) أصل وحقيقة هذه الخدمة وأبعادها الأمنية والاجتماعية؟!

يجب أن نطرح هذا السؤال البريء: من هؤلاء؟! وماذا يقدمون؟!

لم يعد مُستغرباً أن ترى سيارة (جيب) أو أخرى (شبابية مودرن) يبلغ ثمنها 60 أو 70 ألف ريال وقد رفع صاحبها (لافتة قماشية) على جانب الطريق (هنا يُباع شاي على الحطب)، حيث يشعل الجمر في أرض فاضية بالقرب من (الرصيف) وهناك (الغوري الكبير) القديم المليء (بشاي الورق) المنعنش الذي (يقعد الرأس) على حد قول مرتشفيه؟!

أنا هنا لا أضيق واسعاً ولا أشكك في سلامة ما يقدّمه هؤلاء (الشباب) فالأمر في ظاهره قد يكون (طلباً للرزق) على طريقة (الكوفي السيار) الذي ينتشر في (أكشاك المحطات) أو الطرق لبيع (الكابيتشينو والموكا واللاتيه) التي تحصلت على تصريح رسمي وتخضع (لرقابة البلدية) حتى وإن كانت ضعيفة، ولكنها في النهاية أفضل من (شاي مجهول المصدر)! لأن باطن هذه الظاهرة الجديدة يحتاج لتمعن وتفحص من ذوي الاختصاص؟!

قد تتفرّد بعض مدن منطقة (مكة المكرمة) مثل جدة وغيرها بظاهرة بيع البليلة والذرة والخبز والشاي (على قارعة الطريق) في عربات متحركة خصوصاً على البحر أو داخل بعض الأحياء العشوائية والأسواق الشعبية (كسلوك مبرر) نتيجة كثرة (المتخلفين) هناك ممن يستهلكون مثل هذه المواد الغذائية الرخيصة، بعكس المناطق الأخرى التي أنبرأ (لشاي الحطب) فيها بعض (الشباب السعودي) أو (مجهولي الهوية) الذين يحتاج وضعهم لدراسة وبحث؟! حتى نمنع تسلّل أي (سلوك مريب) لنشاطهم!

حاولت البحث في الظاهرة (عربياً) ووجدت (سلوكاً شبيهاً في القاهرة) إلا أن آخر تحرك لمحاربة مثل هذه الظاهرة تقوم به هذا الأسبوع (شرطة أمن المجتمع) في الخرطوم بهدف محاربة انتشار (بائعات الشاي) على الطرقات وفي الأسواق من مجهولات الهوية، لأسباب أمنية واجتماعية وتصنيف هذا الفعل (بالظاهرة السلبية) التي يجب القضاء عليها!

فمن يتصدى لبائعي (شاي الحطب) لدينا؟! ويفيدنا عن حقيقتهم؟! إنه مجرد سؤال؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.