كما أشرت أمس، فإن تعاطينا مع قصة المغدورة تالا الشهري، يجب ألا يكون على أساس أنه مادة لكسب جمهور الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، نطرحه اليوم وننساه غداً مع قصة غدر أخرى. يجب أن نتعامل معه بكونه كشف حساب وطني، نفتحه كل يوم لنطمئن أنه يسير في الاتجاه الصحيح، الذي يخدم بلادنا.
للأسف، حتى الإعلام أصابه داء الوظيفة، فصارت القضايا المطروحة أقرب ما تكون لأكل العيش، أكثر من كونها لتفجير الساحة المحلية بالأسئلة الملحة التي يجب أن تصل من المواطن للمسؤول، ثم أن تعود سريعاً بالإجابة، وإن لم تعد، يُكتب بالخط العريض، أنها لم تعد، ولماذا لم تعد، لكي يدرك المسؤول أنه أمام إعلام مختلف عن الإعلام السابق، الذي كان يكتم صوته مدير صادر وارد في مصلحة حكومية ليست ذات علاقة بالجمهور!
أنا لست متشائماً من حجم التعاطي الذي سيتعاطاه إعلامنا مع قضية جرائم العمالة المنزلية، لكنني خائف، خائف أن يستمر نفس حال تفاعل الجهات المحيطة بالإعلام مع الإعلام، وهو حال لا يبشر بالخير. والمثال واضح. فكم قضية ساخنة تدور رحاها اليوم على الساحة الإعلامية، ابتداء من البطالة وحتى فساد بعض مسؤولي القطاعات الإدارية والمالية؟؟ ماذا تم فيها؟ لا شيء!