قرأت مقال الأخ سلمان محمد العُمري، الذي كتب في جريدة الجزيرة العدد (14582) بتاريخ 13-10-1433هـ في صفحة آفاق إسلامية بعنوان (بنت حائل.... وإسهامات المرأة في الوقف) الذي أوضح فيه بالأمثلة الواقعية والتاريخية عن دور المرأة المسلمة في الوقف في جميع مجالات الخير والبر والإحسان، وتتعدد صور الوقف بمدى وعي المجتمع بأهميته وآثاره الحميدة العاجلة والآجلة للمسلم في الدنيا والآخرة.
وقد سبق أن تسلمت نسخة من مؤلف كتاب (ثقافة الوقف في المجتمع السعودي بين التقليد ومتطلبات العصر) «رؤية من منظور اجتماعي شرعي» مما أثرى الساحة العلمية في ترسيخ مكانة الوقف وأهميته في دفع عجلة التنمية في المجتع المسلم، امتثالاً لقول الله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } وهذه خصوصية اختص بها المسلمون عن غيرها قال الشافعي -رحمه الله- ولم يحبس أهل الجاهلية فيما علمته داراً ولا أرضا وإنما حبس أهل الإسلام بمعنى أوقف.
وإن صور الوقف وأمثلته تتعدد بحسب الأولويات والاحتياج وخاصة في تعليم وتحفيظ (القرآن الكريم)، ومن أمثلة ذلك: أن صاحب السمو الأمير محمد بن سعود الكبير -رحمه الله- أوقف أرضاً عن والدته نورة -رحمها الله- للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض والذي تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ببناء مقر للجمعية.
كما أوقف الملك خالد -رحمه الله- عمارة على الجمعية الواقعية على ملتقى شارع الخزان مع البطحاء شمال ثليم المكونة من طابقين ومساحتها (254)م2.
كما أوقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -سلمه الله- أرضاً للجمعية على طريق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مساحتها (1800 متر مربع).
كما تبرع معالي الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ -رحمه الله- للجمعية ببيته الواقع على شارع سلام ومساحته (120مترا مربعا).
كما أوقف الشيخ عبدالعزيز بن علي الخريجي -رحمه الله- عمارة مساحتها (112 متر مربع) مكونة من ستة طوابق (12) شقة تقع على شارح البطحاء. المصدر التقرير السنوي للجمعية لعام 1398-1399هـ وهي لن تضيع عند الرب الكريم المنان.
وإن هذا الإنفاق والإيقاف على سبيل الخير وأعمال البر والنفع للمجتمع لتتعدد طرقه وأساليبه في مجتمعنا المسلم على مدى تاريخنا الإسلامي وأجره عظيم عند الله يدر على صاحبه حسنات في صحائف أعماله الصالحة قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} نسأل الله تعالى أن يجعل ما يقدمه أهل الخير من دعم وتبرع ووقف في موازين حسناتهم وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.
- عبدالله بن حمد المزروع - الأمين العام للمجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم