ثارت ثائرة العالم الإسلامي بعد الإعلان عن بث الفيلم المسيء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكل يعبر عن استنكاره بطريقته وبعض الوسائل هي البغيضة إلى نبي هذه الأمة عليه من الله الصلواتُ والتسليم، فرسولنا علمنا الرحمة ونبذ العدوان وإزهاق النفس بغير حق والتخريب والعبث بالحق العام.. ومارأيت والله نتيجة لمثل هذه المظاهرات التي حصلت في السفارات الأمريكية وفي الدول العربية والقتل والتخريب إلا نتيجة واحدة وهي تصعد العدوان وسفك الدماء ومنح ذلك الفيلم الرخيص ومنتجيه ثورة إعلامية ومجانية تدفع بالعالم بأسره إلى البحث عن ذلك الفيلم ومشاهدته.. ما الذي يجعلنا نشارك في هذه الحملة الإعلامية وننشر هذا الفيلم الذي يجرح مشاعر كل مسلم ويسخر بأفضل خلق الله ويصوره بأبشع الصور وينعته بأسوأ الصفات ثم نقول نحن ونشجب ونستنكر.. يا أعزائي إن بعض تغيير المنكرات أفضلها القلب وهو أضعف الإيمان فلا تمنحوا عدونا جواز سفر يجوب به العالم ويخوض في سيرة أفضل الأنبياء والمرسلين وإلا هل من العدل أن ترفع أعلام القاعدة فوق السفارات الأمريكية ونعلن نحن المسلمين لنا هذه الهوية التي لا تشرفنا.. فديننا ينبذ الإرهاب ورسولنا حاربه وقضى عليه.. والله ويمين الله أن هذا الفيلم الذي رأيت جزءا منه لهو والله ذو طابع فني رديء وإنني شاهدت بعض أفلام الكرتون ما هي أعلى منه مستوى.. حوار سطحي ومونتاج متهالك وإخراج سخيف والواضح أن الهدف منه إثارة العالم العربي والإسلامي للفتنة ليس إلا وشغلهم عن قضاياهم المهمة بهذا الطعم الذي أسأل الله ألا يأخذ أكبر من حجمه..
يا سيدي القارئي: هل تظن أن العالم بأسره يستطيع أن يسيء لرجل نصره الله وأيده بنصره وأخرجه ثاني اثنين إذ هما في الغار وجعل على بصر أعدائه غشاوة.. ألم يقل الله تعالى مخاطباً الرسول. (فإنك بأعيننا) هل يضر رجلا في أعين الله كلام بذيء مثل كلام منتج هذا الفيلم (نقولا باسيلي) الذي لازال يتبجح ويرفض الاعتذار مدعياً أنه قبل أن ينتج هذا الفيلم قرأ القرآن وأكثر من ثلاثة آلاف كتاب من التراث الإسلامي وجاء بعلمه وفقاً لما قرأ نسأل الله أن يشل أركانه ويجعل دائرة السوء تدور عليه وأن ينصر الله دينه وسنة نبيه ويقطع دابر قوم مجرمين.
- عنيزة