كثيرٌ من الناس يستأجر عقولاً لتفكر نيابةً عنه اجتماعياً أو فكرياً أو ثقافياً.. لكن هؤلاء لم يفكروا ولو للحظة أن يكونوا مرشدين لأنفسهم. وهناك فرق بين الاستشارة وتسليم الأمور كلياً للغير، هناك عوامل كثيرة كي تكون مرشداً ومفكراً لنفسك، منها:
1 - تحرير الفكر.
2 - اكتشاف العقل.
3 - تحفيز الذات.
وكل هذه العوامل تساعد على الاعتماد على النفس ناهيكم عن توفر مصادر البحث والاكتشاف، منها الإعلام المرئي والمقروء من التلفاز والصحف، وأيضاً محرك البحث المفتوح على مدار الساعة إلا وهو الإنترنت، ولكن حينما نطرح مثل هذه المواضيع نجد الكثير من الناس يقولون مقولتهم الشهيرة (ما في وقت)، لو سلّمنا جدلاً بأنه فعلاً لا يوجد وقت للبحث.. ساعات اليوم هي 24 ساعة، ثمان ساعات للنوم، وثمان ساعات للعمل كحد متوسط هذه 12 ساعة، إذاً هناك 12 ساعة أخرى لو قلنا 6 ساعات للتواصل العائلي هذا بالنسبة للأمهات و4 ساعات للتواصل العائلي هذا بالنسبة للآباء تبقى 6 ساعات أخرى للأمهات وتبقى 8 ساعات للآباء أو قلنا 3 ساعات في اليوم للانفراد بالنفس والبحث عن ضالتنا سواء عن معلومة أو القراءة في هواية نحبها لتطويرها أو بحث عن أمور دينية نجهلها أو تخطيط لتطوير عمل ما وتجارة معينة، سنجد بحسبة بسيطة أننا في فوضوية في حياتنا العامة أيضاً ناهيكم عن الرجل الأعزب والأنثى العزباء كم من الوقت المهدور بلا فائدة، بلا هدف منشود، اعتدنا أن تقدّم لنا معلوماتنا التي نبحث عنها على طبق من ذهب ونجد ضالتنا بالصدف، بلا تخطيط بلا تعب، إذاً هناك نقطة إلا وهي عدم التنظيم.
هذا العقل الذي رُزقت به أيها الإنسان لم يستغل بالشكل الصحيح والمطلوب، كثيراً ما نهمل جوانب كثيرة في حياتنا منها العلاقات العائلية العلاقات الزوجية، الأطفال، الصداقات، العمل، علاقات العمل، لكن لو قلنا كيف سأنجز تلك الأعمال دون كلل أو ملل أو شعور بالروتين، بعدة طرق:
أولاً: تنشيط الإمكانات.
ثانياً: الاهتمام بالصحة الروحانية.
ثالثاً: تحسين القدرة وأنواع الذكاء.
رابعاً: إشعال فتيل العاطفة.
خامساً: تحفيز روح الحماس.
إذاً الآن ماذا نفعل وبماذا نبتدي أولاً..؟ سأقول نبدأ بالتنقيب داخل أنفسنا لأن الإنسان وحده فقط هو من يملك ترجمة نفسه كي يكون قائداً يستطيع قيادة أسرة ومجتمعاً وعملاً.
إن المرشد شخص مثلكم لا يختلف عنكم، قد تجهلون ذلك ولكن يجب أن تعرفوا أنه في العديد من الحالات يمكنكم أن تسدوا ما يسديه لكم المرشد من نصح ودون أن تنفقوا قرشاً واحداً أو تصرّحوا بدواخلكم وأسراركم.
إذاً تحركوا من هذا المنطلق، فإن استئجار شخص لمساعدتكم في طول وعرض هذه الحياة مستحيل فقط ثقوا تماماً بأنفسكم.