مشكلتنا أننا نخسر المليارات لتحسين صورتنا أمام العالم، مع أن الصورة أحياناً لا تحتاج إلى الدفع بل للاستثمار!! بمعنى، بدلاً من أن أدفع لجريدة عربية أو أجنبية لكي تكتب عن المملكة يجب أن أتقاضى مقابلاً مادياً لإتاحتي الفرصة لها للحصول على المعلومات أو الصور.
قضية مثل قضية تالا الشهري - شفَّع الله بها والديها - يجب ألاَّ نعالجها مثلما عالجنا القضايا المشابهة لها؛ يجب أن يكون تعاطينا الإعلامي هذه المرة مختلفاً. ينبغي أن يكون التعاطي فوقياً وليس دونياً. نحن من ارتكبَ الآخرُ جريمةً في حقنا، وليس العكس؛ لذلك، لا بأس أن نرفع أصواتنا؛ لنختلف عما كنا عليه. لا تخافوا يا من تحرصون على أن تبقى صورتنا كما هي، هادئين، مسالمين، نقابل الإساءة بالإحسان. لا تخافوا؛ فالتجربة أثبتت أن دبلوماسيتكم في هذا الجانب لم تثمر، بل انقلبت علينا!
على كل المنابر الإعلامية المحلية والمحسوبة على المحلية أن تتضافر لطرح صوت إعلامي جديد، يتناسب مع المرحلة الجديدة، التي يريد الآخرون من خلالها أن يطمروا شخصيتنا وأصواتنا وحقوقنا في رمال العصر. على المنابر الناطقة بالعربية وباللغات الحية أن تبدأ في مقارعة المنابر المضادة، بالحدة نفسها، وأن تقدم كل الأدلة، دون تحفظ، ودون اعتبار لأحد!