في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو المرور عن تقنيات ساهر وغيرها، نجد أن مدينة مثل الرياض تعيش أسوأ أحوالها المرورية، فوضى ومخالفات وشبه غياب لعين المرور، في المجالس والإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي يضج الناس من هذه الفوضى المرورية التي أصبحت تشكل خطراً على حياة الجميع فمن تجاوز الإشارات الحمراء إلى اعتلاء الأرصفة وعكس السير دون رادع.

* حتى على مستوى القرارات الصادرة من أعلى سلطة بالمنطقة مثل منع دخول الشاحنات قبل الثانية عشرة ليلاً أصبحت تواجه بالتساهل من دوريات المرور حالياً تشاهد أرتالاً من الشاحنات تقتحم طريق خريص منذ التاسعة والنصف مساءً محدثة اختناقاً مرورياً بسبب دخولها دفعة واحدة، سألت أحد رجال المرور الذي كان يقف بجانبي بدوريته أليس القرار ينص على دخولهم الساعة 12 ليلاً ولاسيما أننا وسط الأسبوع؟ قال: «لا أدري»! حتى سائقي الشاحنات باتوا لا يبالون بأي تعليمات مرورية لأنهم لاحظوا ضعفاً وتساهلاً من قبل بعض دوريات المرور مع مخالفاتهم، وبالتالي لا يبالون بقرار منع دخول الشاحنات ولاسيما على طريق خريص شرقاً.

* اليوم مرور الرياض بحاجة لإعادة هيكلة شاملة على مستوى القيادة الميدانية وآليات التشغيل وقبل ذلك هندسة روح العمل في هذا الجهاز، فما يحدث بالتأكيد له أسبابه إما ضعف قيادة إدارة العمل والتوزيع الميداني، أو نقص القوى البشرية، أو اليأس من إحداث تغيير وبالتالي جعلوا كلاً يغني على ليلاه، حتى التقنيات الحديثة يبدو أنها أصابت المرور بالكسل اعتقاداً أنها وحدها الكاميرات قادرة على أن تعالج فوضى الشوارع وترصد «جناة» المخالفات القاتلة، لك أن تتخيل منذ شهرين يستحدث المرور إشارة في شارع أبي هريرة ويبقى التقاطع حتى الآن دون تشغيل الإشارة ويترك الناس تتعارك بشكل خطير وفوضوي على هذا التقاطع، هل يعقل أن تشغيل إشارة يستغرق كل هذا الوقت؟!

* نتمنى ألا يطول هذا السبات وأن لا تمتد هذه الفوضى لتصبح مشهداً مألوفاً في مدينة مثل الرياض، فهي لا تستحق هذا الوضع، وما يبذل لهذه المدينة من خطط مستقبلية وجهود تطويرية كبيرة يقودها سمو أمير الرياض وسمو نائبه، تستوجب أن تواكب كل الجهات فيها هذا التوجه، وأن لا تشوه فوضى المرور جماليات هذه المدينة.