سمعت تسجيلاً قديماً بصوت فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حينما استأذنه أحدهم بإلقاء قصيدة فأذن له الشيخ وما أن وصل إلى بيتٍ يمتدحه فيه ويقول بما معناه أن الناس بخير ما دام الشيخ موجوداً حتى أوقفه فضيلته ناهياً له أن يربط به الحق فالحق كما قال رحمه الله لا يربط بالرجال لاحتمال ضلالتهم ويمكن أن يغتر الإنسان بنفسه ويظن أنه معصوم إذا رأى من يبجله ويمتدحه ويبالغ في إطرائه، وقراؤنا الكرام يعرفون فضيلته جيداً ولديهم إلمام بما قدم للإسلام والمسلمين من علم غزير نافع حيث قضى حياته -رحمه الله- في هذا المضمار مريداً لما عند الله كما نحسبه ولا نزكي على الله أحداً. تذكرت ذلك حينما هاتفني أحد الإخوة طالباً قصيدة قديمة قيلت بفضيلته بعد وفاته، أذكر منها:
ما لقيت الاعناي بما تفجر به جديدي
وثقل غصات تكف الحزن بالقلب وتزيده
خان تفكيري وتعبيري شعوري في قصيدي
ولا بقي من هول فقد الشيخ للمعنى شريدة
هو فقيد الدين وبلادي وعلمه.. هو فقيدي
ولا يصور عظم فقدي له كلام ولا قصيدة
واعناي وحسرتي واشيب عيني واوعيدي
كبرهم القلب في بلواه من كبر الفقيدة
عن هنا عيني غدا حزني مثل سجني وقيدي
والسعاده عن مدى ما يدركه عقلي بعيدة
ما على همي ولا مثقال ذره من مزيدي
واحتمالي باحتمال اللي يضم الجمر بايده
ليت حزني دمعة بالعين ما هو في وريدي
لو حرارتها على خدي مثل حر الوقيدة
أولو ان زمام صبري والعزا والحزن بايدي
أو دموعي لو بكيت العمر كله لي تعيده
fm3456@hotmail.com