يعود تشرفي بالتعرف على صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة لأكثر من أربعين عاما، عقد منها يندر مرور يوم أثناءه دون أن نجتمع ببيته العامر بالقيم، والرحابة والحميمية، والكرم والتواصل، والأحاديث التي لا يفسد الاختلاف فيها الود، والمفعم بسعة صدر سموه، وحلمه وتسامحه، ورفعة تواضعه.
في كل مكان يحل به - غالباً - بالرياض، أو في جدة أو حتى بالخارج يسوده: الفرح، وتكسوه الثقة، ويتعزز بالالتزام، والتعامل الإنساني، والمعيار الأخلاقي، وقد كان رحمه الله يؤمن بالتنافس، حيث إن هلاليته: لم تؤثر في علاقاته وصداقاته وتعاملاته، ومن هؤلاء: أنا الذي شرفت بزمالة الراحل الغالي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز، وبصداقته النوعية التي جذرت محبته، واستولت على إعجابي به: إنساناً ومثقفاً، امتلك بفعله وفكره، وسلوكه وتعامله: القلوب فعمرت، وشاعت شعبيته بكنيته (أبوخالد) أسكنه الله فسيح جناته.
إن الخصال التي تمتع بها سمو الأمير هذلول تغمده الله برحمته: تماهى فيها الذاتي مع الموروث والمكتسب، وهي ثلاثية يصعب تماهيها بشخص إلا من عقله فعال، وما ورثه خلاق، واستوعب المكتسب، فتنعدم فيه بالثلاثية المتماهية: شتى أنواع الخسارات بالفروسية والنبل، والنخوة والتواضع، والسخاء والسماحة، والقيم الرفيعة، والمكانة العالية.
لقد مضت أعوام كثيرة دون أن ألتقي الأمير هذلول لأسباب عديدة يطول شرحها، ولكنه ظل مقيماً بفكري ومشاعري شأني على ما يبدو شأن كل الذين عن قرب عرفوه، لكنني دائماً أتتبع أخباره، والسؤال عنه، ومثله لا يمكن أن ينسى - رحمه الله -.