قرأت ما نشرته صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14598 في 29-10-1433هـ تحت عنوان (البنادق تنتظر الطيور المهاجرة والمطالبة بحمايتها). وتعليقاً على الموضوع أقول إنه لمن المؤسف والمؤلم والمحزن أن يكون هواة الصيد في المملكة أداة إبادة مدمرة للحياة الفطرية؛ ففي سنين مضت كانت براري وجبال ووديان الجزيرة العربية تعج بأنواع كثيرة من الحيوانات والزواحف والطيور البرية، مثل الظباء بأنواعها والأرانب والوبر وحمر الوحش والحيوانات المفترسة من ذئاب وأسود وفهود وضباع ونيص وضرنبول وبنات آوى.. ومن الطيور كان يوجد الحجل والقطاء والحباري والدرجلان والمنّ والصقور الحرة.. ومن الزواحف يوجد الضب والجربوع والصقنقور.. أما اليوم، وبسبب الصيد الجائر الفوضوي، فقد انقرض غالب هذه الحيوانات والطيور والزواحف البرية، حتى الطيور المهاجرة لم تسلم من الإبادة ببنادق وشباك هواة الصيد الجائر؛ فإذا لم يوضع حد صارم لهذا القتل والإعاقة لهذه الطيور العابرة لأجواء المملكة فسوف تنقرض على مر السنين؛ فهواة الصيد لا يرحمون، ويأكلون الأخضر واليابس، حتى الجراد لم يسلم منهم؛ فهو يأكل محاصيل دول العالم فإذا وصل إلى أراضي المملكة صادوه وأكلوه، وباعوا الواحدة منه بريال.
أما فوضاهم مع نبات الكمأة فحدِّث ولا حرج؛ فهم ينبشون الأرض ويحرثونها بحثاً عنه ليقطعوا أصله ونسله. أما الحطابون فهم أعداء كل شجرة خضراء ويابسة. أما العابثون (المخمسون) فقد خربوا الرياض الخضراء بسياراتهم، يخمسون ويسدسون داخلها حتى يفسدوها. أما قليلو العناية بنظافة البيئة فهم يتركون مخلفاتهم مبعثرة في البراري والأماكن السياحية.
فالأمل توعية الصيادين والعابثين، مع وضع عقاب للمخالفين.
- محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط