|
الأمم المتحدة - عواصم - ياسين عبد العليم - وكالات:
اتهمت سورية الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وتركيا أمس الاثنين بخطف الصراع الدائر في البلاد منذ 18 شهرا بين القوات الحكومية والجماعات المعارضة التي تطالب بالديمقراطية من خلال دعم «الإرهاب» بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الدعوات الخارجية إلى تنحي الرئيس بشار الأسد هي «تدخل سافر في شؤون سورية الداخلية ووحدة أبنائها وسيادة قرارها».
وفي كلمته في اليوم الأخير لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال المعلم ان قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا «محرضة وداعمة بوضوح لا لبس فيه للإرهاب في سورية بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب». واضاف «باسم مفاهيم من قبيل مسؤولية الحماية تقرع طبول الحرب ويتم نشر الفتن والاضطرابات في بنية المجتمعات الوطنية». وكان يشير إلى مفهوم بشأن مسؤولية الحكومات عن حماية المدنيين أصبح رائجا على نحو متزايد في الدوائر الدبلوماسية والأكاديمية الغربية. واستخدم هذا المفهوم في تبرير التدخل العسكري في ليبيا العام الماضي. وقال المعلم «الأدهى من ذلك كله أن نرى أعضاء دائمين في مجلس الأمن ممن شنوا الحروب بذريعة مكافحة الإرهاب يقومون بدعم الإرهاب في سورية».
ميدانيا تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس الاثنين بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سورية, في حين شنت قوات بشار الأسد غارات عنيفة على المدنيين في محافظة ادلب مما أدى إلى مقتل العشرات. وقتل ما يقارب الـ160 شخصا أمس اثر أعمال العنف في أنحاء البلاد. ووقعت المعارك الطاحنة بالأسلحة الرشاشة بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه. وما زالت الأسواق المدرجة على لائحة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي، مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها ليل الجمعة - السبت، مع محاولة المقاتلين المعارضين التسلل إلى مناطق تسيطر عليها القوات النظامية. وفي محافظة إدلب, أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن 30 شخصا بينهم سبعة أطفال لقوا حتفهم في قصف شنته طائرات النظام على مدينة سلقين بالمحافظة أمس الاثنين. ويأتي القصف دعما للقوات التي تحاول اقتحام المدينة التي دارت اشتباكات قوية بينها وبين القوات المعارضة للنظام في ساعات الصباح الأولى. ووفقا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشط ومصدر طبي فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطيرة.
وفي دمشق, قال ناشطون ومقيمون إن القوات الحكومية السورية قصفت الأحياء الشرقية لدمشق أمس الاثنين واشتبكت مع مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وأبلغ السكان عن سماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة منذ السادسة صباحا وقالوا ان العاصمة اهتزت بعد ساعتين نتيجة لعدة انفجارات مدوية ربما كانت نيران المدفعية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ان قوات الأسد تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترمة على المشارف الشرقية لدمشق التي تمثل معقل للمعارضة. وفيما يخص اللاجئين الفارين من القمع الأسدي, لجأ حوالي مائة ألف سوري فروا من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم إلى مخيمات في تركيا, حسبما أعلنت أمس الاثنين السلطات التركية التي تطالب منذ أسابيع بمساعدة المجتمع الدولي لمواصلة استقبالهم. وتشير الأعداد الرسمية إلى لجوء 93 ألفا و576 شخصا في 13 مخيما توزعت على عدد محافظات في جنوب شرق تركيا متاخمة لسورية على ما أفادت مديرية الأحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء في بيان. ومن بين اللاجئين تم نقل 578 جريحا إلى عدد من المؤسسات الصحية التركية بحسب المديرية. والعدد 93 ألفا و576 يعني الأشخاص المسجلين رسميا لدى السلطات. لكن المئات أو الآلاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع أقارب ولم يسجلوا لدى السلطات.