لا أحد ينكر دور المرأة كأمٍّ ومربية ومعلمة، وصانعة وئام وحبِّ وتقارب بين أفراد الأسرة والمجتمع، وبإمكانها تأدية كل الأدوار الإيجابية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي لدى الجميع، فهي تملك عقلاً وحلماً واتزاناً وصدق مشاعر،

ومتى ما وجدت الدعم والتشجيع والتقدير سيكون دورها مهماً جداً في مناحي الحياة كافة. وفي ظل هذا التطور الهائل الذي تشهده المملكة من نهضة وعلى كل المستويات، فإن للمرأة السعودية مساهمة لا يتجاهلها منصف ولا يجحدها عاقل، ورغم هذا فإن معاناتها لا زالت مستمرة.

انظروا إلى عدد الخريجات من الجامعات، أمضين سنين طويلة بانتظار الفرج، أي التعيين، ومنهن من تحتار أين تضع الشهادة الجامعية في الدولاب أم تعلقها على الجدران وتتحسر على الأعوام التي مضت وما عانت من تعب وسهر وإرهاق وحتى جاء وقت التخرج وكانت الفرحة التي ما لبثت أن تتحول إلى حسرة وألم وبقيت في البيت!؟

وأما من كتب الله لها التعيين فقد كانت أكثر ألماً وحيرة. هناك من يسكن أهلها في الرياض وتُعَيَّن في حائل، وهناك الكثير من يتم تعيينهن خارج المدن التي يسكن فيها والدها أو زوجها مما يسبب لها ولأهلها إرباكاً شديداً ويصبحون بين نارين، ولم يتصور أحد الحالة النفسية التي هم عليها، وهذا يسبب التفريق بين الأسرة وبين الرجل وزوجته المعلمة ويسبب إرباكاً لا فائدة منه للوزارة والتي تعج مكاتب مسؤوليها بأعداد هائلة من المطالبين بنقل زوجاتهم أو بناتهم إلى مقار أعمالهم وسكناهم. وكثير منهم يعود محملاً بالآهات والحسرات لأن طلبه لم ينفذ. حتى أن أحد الأشخاص عندما أبلغ ابنته والمعينة بأقصى الشمال وهو يسكن في الجنوب أن طلبه بنقلها تم رفضه رفضاً قاطعاً، قالت: ما الحل هل انتحر لألفت الأنظار عن معاناتي ومعاناة زميلاتي؟! ولكن والدها رفض انتحارها وقرر فصلها وإعادتها إلى البيت. والسؤال: هل هناك من حل لكي لا تصل عدوى الانتحار إلى من يحملن العفة والعطف والحشمة والوقار!؟