كنت في صدد استكمال حديثي عن معوقات تنفيذ إستراتيجية التنمية الذي بدأته السبت لكن خبر نحر طفلة ينبع ذات الأربع سنوات أوقد شعلة نار في قلبي وتألمت كثيرا ودعوت للأم المكلومة والأب المفجوع بالصبر والسكينة.
بقاء الأطفال في حضانة الخادمات هي من الأعلى بين دول العالم مع ما ينطوي عليه ذلك من أخطار كبيرة ليس على مستوى الأذى الجسدي أو التحرش الجنسي بل حتى على مستوى الهوية الدينية والوطنية.
لماذا لا يلتحق الأطفال في السعودية برياض الأطفال؟
لماذا تعد السعودية من بين الدول الأقل في العالم في نسبة نمو رياض الأطفال؟
تبلغ نسبة الالتحاق 11% بينما تصل في الكويت 50%و 98%في الولايات المتحدة الأمريكية.!!
تحتاج المملكة لنحو 5000 روضة للأطفال حتى تستوعب الزيادة الكبيرة في نسبة المواليد.
تحتاج رياض الأطفال إلى ستين ألف معلمة حتى تؤدي دورها تجاه الأطفال من عمر ثلاث إلى ست سنوات.
هل هناك تشريعات مدنية لحماية أطفال النساء العاملات في السعودية ؟
حددت الخدمة المدنية إجازة أمومة بربع الراتب مدتها ثلاث سنوات، حتى تتفرغ الأم العاملة لرعاية طفلها في سنواته الثلاث الأول ثم يفترض أن تصحبه كل صباح إلى دار حضانة قريبة من عملها مثل كل الأمهات في العالم !
الأمهات السعوديات العاملات لا يقدن سياراتهن بأنفسهن مثل كل أمهات العالم، هن يتحاشرن في سيارات نصف عمر لا متسع لأطفالهن فيها !
الأمهات العاملات السعوديات أغلبهن يتحملن نفقات أطفالهن بأنفسهن قد يعشن مع أزواج أنانيين أو أنهن مطلقات لا تنصفهن شجاعة القضاة في اقتطاع نفقة أولادهن من راتب الزوج. فيجدن في إجازة الأمومة ترفا لا يناسبهن !
مرحلة رياض الأطفال مرحلة مهمشة في وزارة التربية والتعليم إلى وقت قريب وذلك بفعل الفكر الإيديولوجي الذي يرى أن التوسع في افتتاح رياض الأطفال يعد من الدعم اللوجستي الذي يحفز المرأة للخروج للعمل !
كما أن غياب البعد الاستراتيجي عن القائمين على التخطيط أدى إلى الضعف البائن في هذه المرحلة التي نهضت ونشطت في عام 2009 إثر قرار مجلس الوزراء الموقر بالتوسع في مرحلة رياض الأطفال وهو ما أدى إلى أن تستجيب له وزارة التربية وتؤدي أداءا مشهودا خلال السنوات الثلاث التي مضت والمنتظر أن ينهض القطاع الخاص بمسئولياته الاجتماعية ويشارك في إحداث هذا التوسع المطلوب والمؤثر في التنمية.
الطفل يحتاج منذ ولادته لرعاية أسرته ثم للتعلم والتطور مع أقرانه بل أن ذلك فيه حماية من تفرد الخادمات بصغارنا ولا يغني تركيب كاميرات حتى لو كانت تبث بثا مباشرا وليس تسجيلا يرى بعد وقوع الخطر إذ إن الثانية الواحدة تفرق في حياة الطفل.
نحتاج لتكاتف مؤسسات وأجهزة وزارية عالية المستوى لتنظيم حياة الأسرة ورعايتها والاهتمام بمصالح الأم العاملة بما لا يضرها ولا يضر أطفالها ولا يضر عملها ومستوى إنتاجيتها.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah