|
بقلم - سكوت كيلر:
إن لم تكن أهداف شركتك متصلة بمكافأة الموظفين، ففي ذلك رسالة مدوية تقول إنهم ليسوا أولويةً حقيقية، ما ينعكس بالتالي سلباً على التحفيز. غير أن الوجه الآخر عار عن الصحة. فنادراً ما يشعر الموظفون بالتحفيز حقاً حين تكون أهداف الشركة مقرونة بالمكافآت.
أمّا الأسباب فهي عملية بقدر ما هي معنوية. وتكثر المؤشرات المتصلة بالأداء في خطط المكافآت السنوية التي يضعها معظم المسؤولين التنفيذيين، لدرجة أن تقييم أي هدف بمعزل عن الأهداف الأخرى يفقد معناه إلى حد كبير. أضف إلى ذلك أن خطط المكافآت تركّز عادةً على المقاييس المالية التي تقوم نتائجها على عدد لا يُحصى من المتغيرات – وهي بمعظمها خارجة عن السيطرة. وأخيراً، لا يملك معظم الشركات ميزانيات كبيرة تكفي لزيادة المكافآت العامة إلى حد يتنبّه الموظفون إليه.
من أي باب يمكن إذاً للقادة الدخول لتعزيز التحفيز؟ في بحثي المشترك مع المؤلف كولين برايس حول كتابنا المعنون «أبعد من الأداء»، وجدنا محفزاً بسيطاً غالباً ما يتم التغاضي عنه، وهو الترفع عن «عقد السوق» المبرم مع الموظفين وتعزيز «عقد اجتماعي».
تكثر طرق الاستعانة بقوة المعايير الاجتماعية في مكان العمل. فقد أحيى مثلاً رئيس «ويلز فارغو» التنفيذي جونز ستامبف الذكرى الأولى لتغيير برنامج المصرف مؤخراً عن طريق إرسال خطابات شكر خاصة إلى كافة الموظفين الذين شاركوا في البرنامج. كما ذهبت إندرا نويي، الرئيسة التنفيذية لشركة «بيبسيكو»، حتى إرسال خطابات شكر بخط اليد إلى أهالي أهم الموظفين في فريق عملها، وأزواجهن/زوجاتهم.
قد يستبعد بعض المدراء تلك المبادرات باعتبارها رمزية ذات أثر محدود. لكن استناداً إلى كم البراهين التي توفرها العلوم الاجتماعية، يخالفكم المتلقون من الموظفين الرأي. ويقولون إن ا لدفع الناجم عن ذلك من تحفير وارتباط بالشركة قد يدوم أشهراً، إن لم يكن أعوام.
تقوم العقود الاجتماعية في أبسط حللها على تقدير الزملاء والمسؤولين. فعندما تسلّم شركة «إنفوسيس» العالمية جوائز تقديراً لأداء موظفيها الاستثنائي، تدعو المرشحين إلى عرض أعمالهم على جمهور واسع يضم أعضاء مجلس الإدارة وموظفين في جميع مواقع الشركة. وهو أمر لا يتيح فقط للفائزين بالجائزة الانكشاف على كبار المسؤولين ونيل تقدير زملائهم، بل يرسخ كذلك فكرة التمثل بهم.
من المهم ألا ننسى أبداً أن الكلمة هي أكثر المحفزات تأثيراً على الإطلاق. وكما يقول سام والتون، مؤسس سلسلة متاجر «وول مارت»، «لا شيء يضاهي بضع كلمات إطراء، مختارة بتأن في التوقيت المناسب ونابعة من القلب. فهي لن تكلفك فلساً – وتعود عليك بثروة».
(*) سكوت كيلر يشغل منصب المدير لدى شركة «ماكينزي أند كو»، وقد شارك كولين برايس في تأليف كتاب «أبعد من الأداء: كيف تبني المنظمات العريقة فائدة المنافسة النهائية».
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.