(الخفجي - القصيم - مكة المكرمة)
هناك أعمال خالدة ارتبطت بشخصيات كان تهدف إلى فعل الخير, والخدمة العامة, طرق الحج القديمة كان منبعها فعل الخير وربط العواصم والحواضر الإسلامية بالأماكن المقدسة: البصرة, بغداد، دمشق، القاهرة، تونس. أي ربط البلاد الإسلامية بالمشاعر المقدسة: العراق، الشام، مصر، والشمال الإفريقي.
زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد رضي الله عنهما أنشأت في القرن الثاني للهجرة أشهر طريق لربط العاصمة العباسية بغداد بمكة المكرمة والمدينة المنورة وعرف بدرب زبيدة تكريماً وتقديراً للسيدة الفاضلة زبيدة التي أحدثت به أكثر من (50) محطة مزودة بالآبار والسدود والبرك المائية, والأميال لمعرفة الطريق, والقلاع والحصون لحماية الطريق, ورصف بعض أمياله, حتى تحولت بعض محطاته إلى مدن وأصبحت عواصم لأقاليم ومناطق بالمملكة, كونه يعبر مناطق: المنطقة الشرقية, والحدود الشمالية, وحائل, والقصيم، والرياض, والمدينة المنورة, ومكة المكرمة.
هذا الطريق درب زبيدة جاء موازياً لطريق قديم هو درب البصرة، ودرب البصرة كان عامراً قبل الإسلام يربط رأس الخليج العربي وشط العرب وأبلة القديمة والبصرة يربطهما بمكة المكرمة والمدينة المنورة, أعيد إحياؤه في العهد الإسلامي في النصف الأول من القرن الأول الهجري عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث أصبح طريقاً للفتوحات الإسلامية فقد سلكت بعض مساراته جيوش محاربة الردة زمن الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه, وممراً لفتوحات الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقضاء على الهيمنة الساسانية في إيران ونشر الإسلام في آسيا الوسطى. هذا الطريق والدروب الأخرى هي طرق للحج والتجارة ونشر الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت.
الطريق -المفترض- الذي أود الحديث عنه هو لربط مدينة الخفجي على الخليج العربي بمدن المشاعر المقدسة مكة والمدينة وعواصم مناطق حضارية اقتصادية وصناعية مناطق: المنطقة الشرقية والقصيم والمدينة المنورة وحائل والحدود الشمالية وفي إطار أوسع واشمل الجوف. ليربط الخفجي الميناء التجاري بينبع المدينة الصناعية عبر بيئات جغرافية جديدة بقصد تنشيطها اقتصادياً, هي شمال وسط المملكة وإنعاش مدن ومناطق الشمال: الحدود الشمالية، وحائل، والجوف. بحيث يسير هذا الطريق - موازي ويتقاطع ويلتقي - بطريق الحج البصري القديم الذي عمره وأعاد إحياءه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وما زالت مسالكه (مطروقة) في طرقه البرية, حيث كان الشريان الرابط بين الخليج العربي ومكة المكرمة والمدينة المنورة إلى وقت قريب.
مسار الطريق المفترض وانعكاساته التنموية والاقتصادية وأهميته الاجتماعية سأتناوله في المقال القادم.