|
الجزيرة - متابعة وتصوير - عبد الله الفهيد:
جهود مضاعفة يبذلها مرور الرياض ميدانيًّا لتعزيز السَّلامة المروريَّة وعلى مدار الساعة، وبالرغم من أنه يعمل بمدينة بحجم مدينة الرياض إلا أن إدارة مرور منطقة الرياض تسعى بإمكاناتها البشريَّة والفنيَّة والآليَّة إلى تحسين ودعم السَّلامة المروريَّة، ومواجهة أي ظواهر سلبيَّة، يلجأ لها البعض من السائقين، من أبرزها طمس لوحات المركبة سواء الأماميَّة أو الخلفيَّة بقصد تلافي رصدها وتصويرها من كاميرات الرصد الآلي للمخالفات المروريَّة «ساهر».
«الجزيرة» رافقت النقيب صالح بن محمد الجمعة قائد الطرق الدائريَّة بمدينة الرياض والمرور السري، في جولة ميدانيَّة على الطرق الدائريَّة وبالرغم من أنه لم تمضي 30 دقيقة وخلال سيرنا بين مخارج 2 و3 و4 و5 على الدائري الشمالي تَمَّ رصد أكثر من 10 مخالفين، منهم من قام بإزالة اللوحة بالكامل وآخرون قاموا بوضع لاصق عاكس لحجب أحد أرقام اللوحة سواء الأماميَّة أو الخلفيَّة، أو كلاهما.
وخلال الجولة، والحديث للنقيب صالح الجمعة، أكَّد أن إدارة مرور منطقة الرياض تسعى إلى تعزيز السَّلامة المروريَّة لمستخدمي الطريق، مؤكدًا أن فرق المرور السري بعملها في الطرق السريعة والدائريَّة هدفها الحدّ من أي تجاوزات تُؤثِّر على السَّلامة المروريَّة.
وأردف النقيب الجمعة قائلاً: «إن متابعة مخالفة طمس اللوحات تتطلب جهدًا مضاعفًا من قبل العاملين الميدانيين في المرور السري بالتدقيق والتركيز على لوحات المركبات.
الغرامات المُتَعَلِّقة بظاهرة العبث بلوحات المركبة أو إزالتها:
يشير نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم م - 85 بتاريخ 26-10-1428 هـ. إلى أن السير بالمركبة من دون لوحات أو السير بالمركبة من دون لوحة خلفيَّة أو استخدام لوحة غير عائدة للمركبة أو استخدام لوحات غير نظاميَّة أو طمس أو محاولة طمس المعالم الخاصَّة بالتعريف بالمركبة أن المخالفة بحدها الأدنى 500 ريال والأعلى 900 ريال، مع حجز المركبة حتَّى إزالة المخالفة.
وبالرغم من أن إزالة اللوحة سواء الأماميَّة أو الخلفيَّة يُعدُّ مخالفة إلا أن نظام المرور أشار في جدول المخالفات أن مخالفة سير المركبة من دون لوحة أماميَّة غرامتها 100 ريال بحدها الأدنى فيما الأعلى 150 ريال، وهو ما يثير التساؤلات، حول ما الفرق بين أن تسير مركبة من دون لوحة خلفيَّة وأخرى من دون لوحة أماميَّة.
من الجولة:
طرق سريعة ودائريَّة تسير فيها المركبات بمختلف أشكالها بمئات الآلاف وعلى مدار الساعة، أثار انتباهي الجهد الذي يبذله رجل المرور لرصد اللوحات المتعرضة للطمس، في ظلِّ صغر حجم الحروف والأرقام، وهذا يعني ضرورة البحث عن بدائل للتعرف على المركبة من خلال الشرائح الموجودة سواء في لوحة المركبة أو في أي جزء في السَيَّارَة تمكن الكاميرات والحساسات في الطرق من قراءة معلومات المركبة، بل تساعد حتَّى في حال تعرَّضت المركبة للسرقة. إضافة إلى وجوب البحث عن حلول لسقوط اللوحات أو سرقتها عمدًا وهي اللوحات التي عند فكها أو العبث بها تَتَعرَّض للكسر فورًا مما يعني تعذر استخدامها في مركبة أخرى، والحد من سرقة اللوحات لأيِّ أغراض سواء مروريَّة أو أمنيَّة وجنائيَّة.
من جهة أخرى بلغت إحصائيَّة ضبط المركبات المخالفة لعدم تركيب أو طمس اللوحات 17241 ألف مخالفة، تَمَّ تسجيلها خلال الفترة من 1-3-1432 هـ حتَّى 29-10-1433 هـ، وشملت عدم تركيب لوحة أو طمسها أو لوحات غير نظاميَّة.
آراء خبراء ومختصين في الشأن المروري والعام:
المهندس البابطين: تغيّر معالم اللوحة تزوير.. وتجاوزت من مخالفة مروريَّة إلى جنائية.
عدّ الخبير والمتخصص في الهندسة المروريَّة المهندس عبد الله بن عبد الرحمن البابطين أن تغيير أو طمس معالم لوحة المركبة يُعدُّ ظاهرة يجب الحزم فيها وعدم التهاون، وهي دلالة على الاستهتار بالأنظمة، وعلينا أن نعتبرها تجاوزت مسماها من مخالفة مروريَّة إلى مخالفة جنائيَّة كونها إخفاءً لمعالم اللوحة، وأن من يقوم بطمس أو إزالة اللوحة فهو قد بيّت النيَّة بقصد إخفاء معلومة تدل على المركبة عند رصدها سواء بالكاميرات «ساهر» أو الرصد من قبل رجال المرور أو الأمن في الميدان، وهنا لا بُدَّ من تطبيق العقوبات القويَّة الحازمة بِكلِّ من يحاول العبث باللوحات التعريفيَّة للمركبة.
د محمد الحمد: الحلول الصارمة ليست بنظام المرور بل بالمحاكم المروريَّة..
من جانبه، شدد الدكتور محمد بن عبد الكريم الحمد المتخصص والمهتم بالشأن العام والمروري أن طمس اللوحة أو إزالتها بتعمَّد إخفاء بيانات المركبة هي مخالفة، ولكن حلّها ليس بيد المرور بل بالإسراع في تنفيذ القرارات الصادرة بنظام المرور وهي المحاكم المروريَّة، لأنَّه لم يُعدُّ من المعقول أن يكون المرور هو من يعطي المخالفة وهو من يحكم فيها (الحكم والخصم في آن واحد)، والمحاكم المروريَّة جزءٌ من النظام القضائي، بل إن هذه المحاكم المروريَّة ستعطي النظام المروري قوة وصرامة سواء للمرور أو السائق، كذلك لا بد من تفعيل نظام النقاط الذي لم يفعل كما هو موجود في نظام المرور.
المطرود: غياب الإستراتيجيَّة التوعويَّة سبب لنشوء مثل هذه الظواهر:
إلى ذلك، أكَّد الأستاذ نبيل بن ناصر المطرود المتخصص الاستراتيجي في الدِّراسات والحملات التوعويَّة أن الكثير يجهل نظام المرور وضوابط السَّلامة المروريَّة، وهذا سبب كافٍ لنشوء ظواهر سلبيَّة في الشارع المروري، لافتًا إلى أن ظاهرة طمس لوحات المركبات أو إزالتها الكثير يجهل عقوبتها، وعليه يتطلب الأمر أن يعيد المرور الكثير من خططه وأهدافه الإعلاميَّة والتوعويَّة، وأن يسهم في نشر كل ما يتعلّق بالضوابط والعقوبات، وأن يكثف جهوده طوال العام، مستغلاً وجوده الميداني، وأن ينظر إلى عمله إلى أنه عمل خدمي وليس أمنيًا أو جنائيًا ليصبح هو والإعلام شريكين.