ينطبق على مدينة بريدة حاضرة القصيم مقولة “كان بالإمكان أفضل مما كان” وليس العكس، وإذا كانت بريدة تعاني من مشكلة أزلية في تخطيط الأحياء والشوارع القديمة نتج عنها تعرجات وضيق في الشوارع التي غدت في قلب المدينة فإن واقع التخطيط الحالي للأحياء الجديدة وإن كان قد تجاوز ضيق الشوارع وتعرجاتها إلا أنه يعاني من سوء في التوزيع وعشوائية وبطء في التنفيذ إضافة إلى ركاكة التصميم وضعف المتابعة وانعدام الصيانة وتتحمله بصورة مباشرة أمانة منطقة القصيم وتحديدا إدارات المشاريع والخدمات والصيانة.
أشرت في مقال سابق تحت عنوان “ بريدة في عيون أهلها “ إلى أن بريدة تجاوزت في نموها مساحات الماضي الضيقة إلى مدينة عصرية مترامية الأطراف تتحرك فيها عجلة التوسع بسرعة هائلة وكنت أعني بالتوسع إذا كان المفهوم غير واضح لدى البعض الحركة العمرانية وظهور الأحياء الجديدة والحركة التجارية المتنامية والتوسع في الدوائر الخدمية من إدارات حكومية ومستشفيات ومدارس وبنوك وشركات ومؤسسات، وعوامل الجذب في المدينة ليست بخافية على الناس فالمدينة بنشاطها المالي ووجود الجامعات والكليات والأسواق التجارية مثل سوق الإبل وسوق التمور وهي أسواق مشهورة عالمية جعل منها مركزا جاذبا للكثيرين من خارجها لكن قصور الخدمات البلدية للأسف أظهر خدوشا واضحة في وجه المدينة فسوء توزيع الإدارات أحدث ازدحاما كبيرا في أماكن محدودة دونا عن بقية أجزاء المدينة فالمنطقة الواقعة بين تقاطع شارعي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب “ تقاطع جرير” وميدان النخيل أو الشئون الإسلامية تحتضن إدارات الشئون الإسلامية وفرع وزارة الخدمة المدنية وصندوق التنمية والبريد والشرطة الشمالية وكليات البنات وكان بالإمكان توزيعها في أكثر من موقع من المدينة تلافيا للازدحامات اليومية الناتجة من كثرة إشارات المرور والدوارات وعدم وجود أنفاق أو كباري تسهل حركة المرور وبمناسبة الكباري فبريدة لم يشيد بها إلا كبري في غرب طريق الملك فهد وآخر عند دوار الموفنبيك الذي هو الآخر تحت الإنشاء من سنوات أما الأنفاق فلا يوجد نفق واحد في مدينة تعد من المدن الرئيسية في المملكة وثاني مدن المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض.
أكبر شاهد على عشوائية التنفيذ طريقة تصميم طريق الملك فهد وتقاطعه مع شارع الأربعين وكيف قسم هذا الشارع إلى جزأين منفصلين في ظاهرة فريدة تستحق الدراسة للوصول للمسببات والدوافع والفكر الهندسي الرهيب!
وخذ مثالا آخر فحي الضاحي يمثل كارثة تخطيطية لا يتحمل مسئوليتها الجيل الجديد لكن الجيل الجديد لم يمد له يد التحسين والتطوير وتركه “ على طمام المرحوم “ من يدخل وسط هذا الحي يعتقد أنه خرج من بريدة إلى إحدى القرى المجاورة!
ويبدو أن إدارة الخدمات البلدية لا تعمل بشكل سريع ولا تتابع التنفيذ مع إدارة المشاريع وسأسأل مديرها جملة أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية تريح سكان المدينة، وأول هذه الأسئلة عن الحفرية في تقاطع شارعي عثمان بن عفان بن عفان والملك سعود أو تقاطع الحسون والتي مضى على حفرها أكثر من ثمانية أشهر! وثانيها عن الأرصفة المكسرة في أكثر من شارع !وثالثها عن الأشجار الضخمة والتي أصبحت خطرا على الناس! ورابعها عن تنظيم المداخل الرئيسية لبريدة!
في الجعبة الكثير وسأعود لكم في مقال قادم إن شاء الله.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15