على ساعديّ
تمرُّ خيول الصقيعِ
... وتتركُ غيمةَ حزنٍ
فتأبى الهطول
وتحفرُ قلبي
بصوتِ الذبول
ولستُ إلى الليلِ أحكي
حكايا المطرْ
وخيبةَ عمرِ الصورْ
وحزني الكبيرِ
الكبيرْ
على مقلتيَّ
ينادي
جموحُ القمر
وأتركُ قلبي ورائي
وأرحلُ
عبرَ شقوقِ السهر
وأمشي وأجري
ولستُ من الخوفِ
ألقى مفرْ
ويمسكُ صوتي
بكاءٌ مريرْ
وتنحتني غربةُ الليلِ وجعاً
لصمتِ القبورْ
على قلبِ حزني
تمرُّ
الليالي طوالا
وأعشقُ صمتي
وأنخزهُ
أن تعالى
فلستُ إلى الضوء أعدو
ولستُ إلى الموتِ أشدو
وكلُّ الشجونِ
تثيرُ جموحي
ليغدو سؤالا
وتمضي السنونُ سريعاً
وأخشى
امتشاقَ الضياء
وعند المساءْ
سينبتُ صوتي تميمةَ حزنٍ
وأهدي تفاصيلَ خوفي
وكل الخواءْ
لصمتِ الدجى في عيوني
لوجعِ الهوى والضجيج
لكل انحناءاتِ
عمرٍ يطولُ بدون رجاءْ
لعمرٍ يقيِّد في معصميه
غيوم البكاءْ
لبنى ياسين
كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية سورية