اعتادت الشعوب في أيامها ومناسباتها الوطنية أن تعدّ الكلمات لذلك اليوم، وأن تحييها بالاحتفالات والأناشيد؟ ولكن القصائد لا تكفي لاستيعاب منجزات الوطن خاصة إذا كان الوطن عملاقا تتسامى أهدافه حتى تعانق السحب.عندها يكون إحدى صور الاحتفال هو في عرض منجزاتها التي هي صورة ناطقة فصيحة تعبر عن مسيرته.
ولوطننا - ولا نبالغ - و في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله- كل يوم منجز،حتى إذا جاء اليوم الوطني لنسجلها احتفالا تنافست المنجزات واحترنا في أيها نختار؟!
ولنقف في هذا العام على أحد المنجزات في هذا العهد الميمون ألا وهو الابتعاث الذي تحدث عنه الكثيرون من المثقفين والمعنيين به، وأفردت له البرامج الحوارية مرئية ومسموعة.
الابتعاث دائرة كبيرة سنكتفي بقطب منه هو (ابتعاث المرأة). وقد كان الابتعاث استكمالا لمسيرة الحضارة العربية والإسلامية التي انطلقت من الجزيرة العربية ملبية القول المأثور: «اطلب العلم ولو في الصين». وقوله عليه الصلاة والسلام: «الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحقّ بها».
وقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في هذا الجانب - طلب العلم - وغيره من الجوانب الحضارية،لذا كان فتح باب الابتعاث للمرأة امتدادا لتلك الرؤية الحكيمة التي رأت في المرأة عمودا قويا من أعمدة بناء الوطن. وما أن فتح هذا الباب العظيم للمرأة السعودية حتى أخذت طموحاتها تتزايد في دخوله،ولم يكن السفر لمجرد السفر هو أقصى أمانيها، ولكن الغنيمة العلمية والثقافية كانت هي محط الهدف، حتى أخذنا نرى المرأة تبحث عن احتياجات الوطن لتسارع في استكمال بنود ابتعاثها. وإذا ما انتقلت عيوننا معها في أنحاء العالم وجدناها في أروقة الجامعات ومكتباتها تنهل منها كنوز المعرفة لتعود بكل مفيد.
ابتعاث المرأة وفوائده على وطننا نلمسه في كل مؤسسة ودائرة عادت إليها المبتعثة ،لتقدم لوطنها آخر ما توصلت إليه حضارات الأمم المختلفة من العلوم نظرية وعلمية، تحاول جاهدة أن يستفيد منها الوطن مع الاحتفاظ بقيم ديننا وحضارتنا العربية والإسلامية.
رأينا المعلمة والمبرمجة والطبيبة... وغيرهن من رائدات الوطن تعدت مرحلة التلقي والتلقين إلى الاختراع والإبداع والتطبيق، امرأة واعية بما تحمله من فكر حضاري.
نماذج المرأة السعودية المبتعثة وإيجابياتها لا تسعه هذه الأسطر، ولكنها وقفة من وقفات الاحتفال بمنجز من منجزات وطننا الحبيب في يومه الوطني.
(*) وكيلة عمادة شؤون الطلاب للأنشطة بجامعة الملك عبدالعزيز