|
كأنه القمر الذي بقي بدراً، لا تخفيه ظلمة، ولا تذروه ريح، تقترن به الظواهر، ولا يهزمه الزمن، أينما نظر إليه المرء يجد فيه ما يقال، ومهما قيل فيه يبقى القول قابلاً للزيادة. فهو المعمار الدقيق للعلاقة بين تراكم الحكمة وحيوية السياسة، الذي وضع حجر أساسه المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، ورسخه من بعده نسل كريم من الملوك والأمراء.
يوم تأسيس المملكة تجسيد لإشراقات تهتدي إليها القلوب العامرة بالإيمان ولا تخطئها البصيرة والبصر ولا ينكرها غير جاحد فاقد للإحساس والضمير.. أدرك الملك المؤسس قيمة الزمن وأورثها أمانة لمن جاء بعده من ملوك كرام كانوا أهلاً لحفظ العهد والرسالة.
والزمن في التقويم السعودي يعني العمل إلى أبعد ما تتيحه القدرات التي وهبها الخالق لخلقه، طلباً لمرضاته عز وجل. أثمر هذا الفهم حماية للعقيدة، رسالة الهدى، التي أرسل الله بها خاتم المرسلين إلى عباده.
ووجد فهم آل سعود للزمن صدى مباركاً في رعاية المقدسات التي كرم الله بها عباده المؤمنين فلم يتوقف العمل لحظة واحدة للتسهيل على الحجيج الذين يفدون إلى هذه البقعة الطاهرة من كل حدب وصوب.
مرضاة لله وللتخفيف عن عباده وعملاً بتعاليم ديننا السمح تصدرت المملكة النسب العالمية في توزيع المساعدات على المحتاجين.
وفي موازاة هذا الدور الإيماني والإنساني الذي لم تغفل عنه عين القيادة السعودية لحظة واحدة حرصت المملكة في سياستها على توطين تعاليم الدين الإسلامي في سياساتها الداخلية والخارجية.. فقد تحققت في المملكة خلال العقود الماضية قفزات الواثق بقدرة الله تعالي على إعانة عبيده لتحقيق أفضل النتائج على صعد البنية التحتية والتعليم والصحة لتكون العصرنة رديفاً للأصالة التي تميز بها العطاء.
ولم تنل كوارث المنطقة والعالم، والدور الفاعل والمؤثر الذي قامت به المملكة لإطفاء الحرائق وإعادة الأمن إلى النفوس، من عزيمة وإصرار آل سعود على البناء وتحسين المستوي المعيشي للمواطن.
اتسعت الحكمة، وامتد السعي والعمل إلى أرجاء المعمورة، لتظهر الأيادي السعودية البيضاء، في الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، بدء بالأمم المتحدة، وانتهاء بمجلس التعاون الخليجي، ومروراً بجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، شواهد مباركة على إرادة رد الظلم عن عباد الله، وتخليص البشر من المصائب.
في يوم اكتمال البدر، اليوم الوطني السعودي، لا يسعنا إلا أن نقف أمام شواهد لا تنتهي لرحلة العطاء، وأن نتقدم من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أطال الله عمرهما والشعب السعودي العزيز بأسمى آيات التهنئة متمنين من العلي القدير دوام التقدم والنماء، للمملكة وأهلها.