وتمر السنون وتتوالى الأحداث وتستمر مسيرة البناء والعطاء. ففي الوقت الذي نحتفل فيه بمرور اثنان وثمانون عاماً على توحيد مملكتنا الغالية، فأننا نتذكر ما كان خلال عام من أخر احتفالية بهذه المناسبة التي شهدت الكثير من الأحداث المحلية والإقليمية والدولية كان لحكومتنا الرشيدة قصب السبق في التأثير على الأحداث استباقاً وإدارةً مما جنب مملكتنا -حماها الله- شرور القلاقل والاضطرابات، بل ومساعدة الأشقاء في الخروج من المحن التي مرت وتمر بهم بأقل الخسائر وصيانة الدم المسلم من الهدر والمساعدة في بناء السلام والاستقرار العالمي.

إن مبادرات خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وأمد في عمره، للإصلاح منذ كان ولياً للعهد والتي شملت تطوير مؤسسات الدولة وتوسيع الخدمات المقدمة للمواطن والرفع من مستوى معيشته والتوسع في التعليم الجامعي ومشروعات الابتعاث ومأسسة الحوار الوطني والانفتاح الإعلامي المسؤول كل ذلك كان له الأثر الاستباقي الكبير في تجنيب بلادنا شرور الاضطرابات، بل وتعزيز جذور الأمن والاستقرار في بلادنا الغالية.

أن تأثير بلادنا في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي دايماً ما يتجدد وفق الظروف ومعطيات العصر وهي الرائدة في العمل على تجنب المآسي والنكبات وما دعوة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- في المؤتمر الإسلامي الذي عقد أخيراً في مكة المكرمة إلى إيجاد مركز للحوار بين الأديان والمذاهب إلا شاهد على هذه الهمة التي تدرك ويلات من يحاول التجييش في هذا الاتجاه ولعل هذه الخطوة المباركة تقود إلى مواثيق دولية تحفظ للأديان كرامتها وقدسيتها.

إننا في هذه الذكرى المباركة جديرون بشكر المنعم جل وعلا على نعمة الوحدة والأمن والاستقرار ثم الدعاء لمؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بالرحمة والمغفرة والمثوبة على ما بناه ورسخه لأبنائه ممن حمل الأمانة من بعده. كما نبتهل إليه جل وعلا في أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يسبغ عليه وعلى ولي عهده ثوب الصحة والعافية. ودام وطننا شامخاً آمناً مزدهراً.

(*) قائد الدفاع الجوي بالحرس الوطني