أراني أقف عاجزاً عن التعبير، عما يختلج نفسي من مشاعر الحب والتقدير، لهذا الوطن الغالي الكبير، الذي جمع الله فيه شملنا، ووحد صفنا، وألف بين قلوبنا، فأصبحنا بنعمة الإسلام إخوانا، وعلى الحق أعواناً، فها نحن نرفل بثوب العز والتمكين، حينما أنعم الله علينا بنعمة الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام.
وطني الحبيب، أنت بيتي الكبير، الذي فيه عشت، وعلى أرضه ترعرعت، ولهوائه استنشقت، ولخيراته أكلت، ومن علومه نهلت، ومن خبراته اكتسبت، ولأهله عرفت وأحببت.
بلادي العزيزة، بلاد الحرمين الشريفين، يا من أعزها الله بالإسلام، فأقمتِ مبانيه العظام، حكمتِ بالشريعة، ونصرتِ الملة، والتزمتِ بالكتاب والسنة، حملتِ لواء الدعوة إلى الله، وأمرتِ بالمعروف، ونهيتِ عن المنكر، فصرتِ لؤلؤة مكنونة، ودرة مصونة، وعلماً وصرحاً شامخاً على مر الزمان.
وكيف يليق بمن يحب وطنه؟ فتراه متأخراً في بنائه، متقاعساً عن المساهمة في إنمائه، إن الوطنية ليست شعاراً بلا عمل؟! بل هي محبة وصدق وإخلاص وولاء وبذل وعطاء.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب وطنه الذي عاش فيه، ولولا أنه أُخرج منه لما خرج، وبعد هجرته كان إذا عاد من سفرٍ ورأى جبال المدينة لدنوها منه، كان يستعجل في حث ناقته على السير شوقاً ومحبة لبلاده، ومن الهدي النبوي إذا قضى الإنسان نهمه في سفره أن يستعجل العودة إلى أهله، فكم في هذا من الدلالة على حب الوطن.
وفي الختام، لنعلم أننا مستهدفون في أمننا وعقيدتنا، وشبابنا، وفتياننا، وجميع مصالحنا، فعلينا أن نأخذ الحيطة والحذر، وأن نكون جميعاً على قدر المسؤولية تجاه ديننا ووطننا وولاة أمرنا، فنحن بخير ما دمنا متآلفين، وعلى الحق مجتمعين.
جامعة الملك سعود