ابتكرت مدرسة ثانوية في (دبي) أسلوباً جديداً لمنع الطلاب من القفز من أسوار المدرسة والهروب للخارج أثناء اليوم الدراسي، وذلك بوضع (رغوة على جدار المدرسة)، إضافة إلى تناوب المعلمين على (خفارة) في الأماكن التي اعتاد الطلاب الهروب من خلالها..!
سبب هروب الطلاب هو أن (مبنى المدرسة) مصمم في الأصل لطلاب لا تتجاوز أعمارهم الـ (7 سنوات)، ولم تُصمم لطلاب في المرحلة الثانوية. مدير المدرسة قال: إنه طالب سابقاً بوضع (حواجز على جدران المدرسة)، ولكن أحداً لم يستجب من وزارة التربية والتعليم؛ وهو ما جعله والمعلمين يبتكرون طريقة (كليماتش) للحد من الأمر؟!
مشكلة استخدام (مبانٍ غير مناسبة) وغير مؤهلة للعملية التعليمية والتربوية تُنتج مثل هذه الأساليب في المجتمعات كافة، حتى تلك التي قطعت شوطاً كبيراً في خلق (بيئة تربوية) مناسبة ونموذجية، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً عن دور ومدى مناسبة (المباني المدرسية لدينا)؟!
للأسف، يجب أن نعترف بوجود قصور واضح وكبير في أعداد المباني المدرسية الحكومية والخاصة المناسبة والمؤهلة لاستيعاب الطلاب!!
قد نتفهم الخطط التي تقودها وزارة التربية لإنجاز وبناء (مبانٍ حكومية جديدة) بعيداً عن تلك (المباني المستأجرة) لإحلال الطلاب فيها، رغم البطء في التسليم ورداءة التنفيذ في بعضها، والشاهد هو ما تعانيه العديد من (المباني الحديثة) من تصدعات وتشققات وتصاميم تقليدية لم تراعَ فيها (البيئة الإبداعية والجاذبة) للطلاب!!
ولكن ماذا عن (مباني المدارس الخاصة)؟!
ولماذا لا تُلزم كل (مدرسة خاصة) بوضع خطة (مُعلنة) لإنشاء مبنى مناسب ومؤهل، وفق مواصفات محددة، و(بفئات معينة) ترتبط بالرسوم الدراسية لضمان مساهمتها بشكل صحيح في العملية التربوية والتعليمية تحت إشراف الجهات الفنية والهندسية بالوزارة، واطلاع أولياء الأمور على ذلك؟!
ما يحدث اليوم هو أن (المدارس الخاصة) تقتص من جيوبنا (آلاف الريالات)، وتعلِّم أبناءنا في مبانٍ صُممت في الأصل (كمنازل ووحدات سكنية)، وتستمر كذلك في كل عام!!
بعض الآباء لا يعلم أن هناك من أبنائه من قد يتلقون تعليمهم اليومي في (فصل دراسي) يتكون من (غرفة معيشة دمجت مع المطبخ)؛ لتستوعب الأعداد الكبيرة من الطلاب!!
قد تكون وزارة التربية والتعليم لا تعلم بذلك أصلاً؛ بسبب ضعف الرقابة!!
والمصيبة إن كانت تعلم ولا تحرك ساكناً مع بداية كل عام دراسي!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com