|
لندن - واس:
أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أمس الأول بمقر السفارة في لندن حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.
وشارك في الاستقبال أيضا صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد الله، رئيس القسم السياسي في السفارة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن محمد بن نواف بن عبد العزيز، والقائم بالأعمال في السفارة عبد الرحمن السحيباني، والملحق العسكري اللواء طيار ركن داود السليم.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز كلمة في الحفل قال فيها إن التطلع إلى المستقبل يجعلنا نمعن النظر إلى أكثر من ثمانين عاما مضت، فبفضل الله ثم حكمة وبعد نظر مؤسس المملكة العربية السعودية ومثابرة أبنائه من بعده وولاء شعبه جرى تجاوز التحديات بكل حكمة وحنكة، وتمت الاستفادة من الفرص والموارد لصالح المواطن السعودي.
وأضاف سموه قائلا «لذلك، فإننا ننظر إلى الماضي بكل اعتزاز على إنجازاتنا، كما أننا ندرك كيف نستفيد من تجاربنا السابقة بشكل أفضل للمحافظة على الموارد والفرص من أجل الغد. وخلال تلك الأعوام الماضية، انتقل مجتمعنا من مجموعة منقسمة من القبائل إلى دولة موحدة وآمنة ومستقرة واقتصاد مزدهر لعشرات الملايين من المواطنين».
وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية أصبحت مركز العالم الإسلامي، وكسبت من خلال ثقلها الاستراتيجي ثقة العالم كشريك لقاطرة النمو الاقتصادي والمالي واحد أهم موردي الطاقة على مستوى العالم ودولة نشطة ومعتدلة سياسيا حيث يبرز قادتها في طرح المبادرات الأممية الهامة والمشاركة في تمويل وتقديم القروض الميسرة لمشاريع التنمية في العديد من دول العالم. وأشار سموه إلى أن المملكة واجهت تحديات ولكن بفضل الله نجحت في استغلال الموارد وحسن إدارتها. وقال سمو السفير إن حكومة المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، تكرس كل جهدها لبناء مجتمع قائم على تعاليم الإسلام الحقيقية، فيما تكافح في نفس الوقت قوى التطرف والكراهية والانقسام».
وتابع قائلا: «لذلك، فقد تم وضع أنظمة تشريعية واجتماعية تحفظ إرثنا ولكننا حريصون في نفس الوقت على الاستماع للاقتراحات والآراء من المواطنين والتي تعني بالمزيد من التقدم والتطور للمجتمع. واستطاع المجتمع السعودي أن يحدث نقلة في منطقة كانت قبل أكثر من ثمانين عاما عبارة عن منطقة صحراوية نائية إلى مجتمع يضم المدن والمدارس والمستشفيات والمصانع ومعامل التكرير والنقل البحري والموانئ والمطارات والطرق السريعة. كما استطعنا تعزيز مكانة ودور المنظمات الخيرية بشكل منظم، وإنشاء شبكات الاتصالات والملاعب ومراكز التسوق والكثير من وسائل الحياة الحديثة».
ومضى سموه يقول إن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تبدأ من الصفر وأن تصل في أقل من قرن من الزمان إلى دولة حديثة فيما استلزم ذلك دولاً صناعية أخرى أكثر من قرنين من الزمن، كما عززنا مناخاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مستقراً ومتطلع بشكل دائم إلى الأمام وإلى المستقبل، وهذا لا يعني توقف العمل وعدم وجود المزيد مما يتعين القيام به بل على العكس فإن المملكة تستمر في إعطاء كل الاهتمام والتركيز على الإدارة الحكيمة لموارد البلاد. وعبر سموه عن فخره بالسعوديين الذين يعملون بكل جهد وإخلاص من أجل خدمة بلادهم نحو المزيد من التقدم، وقال: «أنا فخور بهم وآمل أن نكون أوفياء للإرث الكبير الذي تركه مؤسس المملكة العربية السعودية وأن نساعد على استقرار وازدهار وتقدم البلاد التي كافح المؤسس ورجاله من أجلها». وقد زار سمو السفير ركن الخطوط الجوية العربية السعودية والذي يقام للمرة الأولى داخل خيمة الاحتفال في مقر السفارة في لندن حيث استمع إلى شرح من مدير الخطوط السعودية في بريطانيا وأيرلندا راشد بن محمد العجمي إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها الخطوط السعودية.
من جهة أخرى رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يوم أمس الأول في مقر السفارة بلندن حفل تكريم 49 طالبا وطالبة من المتفوقين والمتميزين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. ورفع سموه في كلمة استهل بها الحفل التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهما الله ـ وإلى الشعب السعودي بمناسبة حلول الذكرى الغالية لليوم الوطني للمملكة.
وعبر عن سعادته بمشاركة حفل تكريم الطلبة والطالبات المتفوقين وامتزاجها بفرحة ذكرى اليوم الوطني للمملكة، مهيبا بهم تحقيق الأمل والطموح بتميزهم وتفوقهم العلمي في أرقى الجامعات والمعاهد في المملكة المتحدة.
وقال سموه: «إن اكتساب العلم والمعرفة هي الوسيلة المثلى لنقل المكتسبات الحضارية بين الأمم وهو الطريق إلى الإسهام الفاعل في دعم واستمرار تقدم مسيرة الحضارة الإنسانية ولكم في أسلاف أمتنا خير مثلٍ فقد أطلقت رسالة الإسلام التي هي رسالةُ الإيمان والعلم والسلام كوامنَ قدراتهم وطاقاتهم فسعوا جادين لنيل العلم حيثما وجدوه وفي كل التخصصات دون استثناء ثم انطلقوا بعد ذلك يعززون ما اكتسبوه من علوم الحضارات التي سبقتهم بإبداعاتهم وابتكاراتهم وأفكارهم حتى بات إرثهم العلمي كنزاً ثميناً من كنوز الحضارة الإنسانية».
وأهاب سموه في المتميزين أن يحملوا همة العلماء التي لا يقف طموحها عند الحصول على شهادة التخرج وإنما يتجاوز ذلك إلى التميز والإبداع بتسجيل براءات الاختراع وتحقيق الاكتشافات العلمية، وإحراز أرفع مراتب التفوق العلمي في سعيٍ حثيثٍ نحو بناء مستقبلٍ باهرٍ لوطنكم وللإنسانية جمعاء ، وإبراز الصورة المُشرقةٍ والمُشرِّفةٍ لديننا ووطننا.
وأوضح سموه أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أتاح لكثيرٍ من الطلبة والطالبات فرصة تحصيل العلم في أرقى المؤسسات العلمية في عدد من الدول ومنها بريطانيا، معبرا عن التهنئة للمتفوقين والشكر للمؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة لاحتضانها المبتعثين ورعايتها واهتمامها بهم.