بدأت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة جملة من المواضيع والأحداث التي تهم البشرية، وسيجتهد رؤساء الوفود لعرض وجهات نظر بلدانهم تجاه القضايا الملحة؛ إذ حرصت كثير من الدول على أن تحضر إلى نيويورك. وقد لوحظ من المسودات الأولية والإشارات التي كشفت عنها المصادر الإعلامية للخطب التي سيلقيها رؤساء الوفود أن القضايا التي ستحظى بالاهتمام هي تلك التي تهم الدول والكتل التي تشكل ثقلاً سياسياً ودولياً وتنطوي تحت لواء تكتلات إقليمية ودولية قوية؛ فالدول الغربية وحسب ما كشفت عنه الفقرات المسربة من خطاب الرئيس الأمريكي أوباما جعلت من مسألة المنشآت النووية الإيرانية والشكوك حول سعي إيران إلى تصنيع أسلحة نووية ستكون القضية الرئيسة في سلم اهتمامات هذه الكتلة التي تعد الأكثر تأثيراً لا لكثرة عددها بل لقوة دولها الاقتصادية والسياسية وتحالفها ضمن حلف قوي «الأطلسي» الذي يستند إلى قوة عسكرية ضخمة.
أما الدول النامية فرغم أنها تهتم بمواضيع عدة منها إصلاح الخلل في ميثاق الأمم المتحدة وتقليص نفوذ الدول الكبرى التي تحتكر صفة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، والتأثير السلبي لما يسمى بحق النقض «الفيتو» على سير وعدالة القضايا التي يناقشها مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى الحد من التدمير البيئي وتخريب المناخ اللتين تعدان نتائج مباشرة للتوسع الصناعي وتقليص الرقعة الزراعية في العالم.
أما فيما يخص الدول الإسلامية التي تشكل ما يقرب ثلث أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، فتسعى بعض الدول الإسلامية إلى إصدار قرار ينص على تحريم الإساءة إلى الأديان والأنبياء واعتبار من يسعى إلى ذلك بالعمل على نشر الكراهية ووصمه بالعنصرية.
وقد صدرت إشارات من باكستان بأن حكومتها ستقدم اقتراحاً بهذا الشأن، كما أن المجموعة العربية مدعومة بدول حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي ستعيد طرح الطلب الفلسطيني بالحصول على صفة الدول غير العضو الكامل، وترفيع عضويتها من صفة مراقب إلى الصفة الجديدة التي تتيح لها الانضمام إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
تلك أهم ما تتناوله خطب الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي يلاحظ غياب الاهتمام بالأزمة السورية رغم أن دول أصدقاء سورية تتحرك لتفعيل حلول لمعالجة الأزمة، إلا أن الملاحظ تراجع الاهتمام بهذه الأزمة التي تتفاقم وتهدد الأمن والسلام في المنطقة، إضافة إلى ما يعانيه الشعب السوري من آلام ومآس.
في النهاية تتحول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى منتدى لإلقاء الخطب والتقاء قادة الدول وإجراء محادثات تتركز على التعارف بين القادة وبخاصة الجدد منهم وهو ما يمثل فرصة لقادة دول الربيع العربي الذين يتواجدون جميعاً في نيويورك.
jaser@al-jazirah.com.sa