فاصلة:
(كل واحد يحوِّل، قدر استطاعته، أحلامه الخاصة)
- حكمة فرنسية -
في حياتنا محطات كثيرة نقف ونتعثر فيها، وقد نسقط ونقوم من جديد، وفي كل مواقف الحياة تظل علاقاتنا بمن حولنا، خاصة القريبين إلينا، مؤثراً قوياً يمكنه أن يُسقطنا إلى هاوية الإحباط، أو يرفعنا إلى سماء الحياة من جديد.
وأكثر ما يوجع القلب أن تزرع بذوراً في أرضك، وتنتظر سنوات، فإذا حان وقت الحصاد كانت الفاجعة أن النتاج لا يشبه أحلامك وأمانيك.
هي الحكاية التي لا تنتهي مع أبنائنا؛ فنحن نربيهم كأنهم بذورٌ في أرضنا، فإذا مرت السنوات كبرنا وكبروا، وجاء وقت الحصاد.. الوقت الذي نحتاج إليهم فيه وهنا لا توجد أقسى من خيبة أم أو أب في أبنائه، ولا توجد كلمات تصف إحساس أم استطاع أبناؤها أن يقولوا لها شكراً بكل لغات العالم من خلال دعمهم ومساندتهم، من خلال نجاحهم في دراستهم وحياتهم العملية، من خلال تفاصيل الحياة واللمسات الحانية.
إحساس الأمومة هو أعمق إحساس على وجه الأرض؛ إذ لا يمكن وصفه؛ فلا تستطيع الكلمات القزمة أن تحمل عملقة هذا الإحساس.
أن يكون أولادك أصدقاءك فهي علاقة ليس مثلها علاقة؛ فأين تجد قلباً أحنى عليك من ابنك، وأن يكون أولادك الكتف التي تستند إليها، وربما تبكي عليها، فهي منظومة حنوّ لا تتكرر في أي مشهد في حياتك.
نحن الآباء لسنا أقوياء إلا بأبنائنا، ولا يكسر قلب أم أو يهزم أب إلا أبناء عاقون أو يمارسون العلاقة ضمن إطار الواجب فقط.
من أنعم الله عليه بأبناء بارين فليشكر الله كثيراً؛ فهي نعمة لا تعوض، وليطمئن إلى تصاريف الزمان وضعف الكِبَر؛ ففي الأبناء سند وقوة.
وقد منحني الله رياحين قلب عطَّروا حياتي بعبق لا ينتهي، وروح لا تموت، وقلب لا يتوقف عن النبض بالحب..
إلى ابنتي ذكرى وأخواتها أهدي هذه المقالة؛ لعلهن يقرأنها بعيون قلبي الذي يحيا لأجل إسعادهن بقدر ما يسعدني وجودهن الحاني في حياتي.
nahedsb@hotmail.com