بحضور رعاة النظام السوري الكبار «روسيا والصين وإيران» عقد عشرون حزباً وحركة سورية معارضة داخل أحد الفنادق في دمشق مؤتمراً لمعارضي النظام في الداخل حيث دعت هيئة التنسيق الوطنية إلى عقد لقاء لرموز المعارضة السورية لدراسة الوضع في سوريا، وقد دعي للمؤتمر سفراء الدول الراعية للنظام السوري وهم سفراء روسيا وإيران والصين، كما حضر المؤتمر سفيرا مصر والجزائر.

المؤتمر عقد في واحد من من أكبر فنادق العاصمة السورية وهو ما كان يتم لولا موافقة السلطات السورية؛ فقد سبق أن رفضت الفنادق في العاصمة السورية عقد مؤتمرات سياسية في قاعاتها.

والجديد في عقد هذا المؤتمر -إضافة إلى الموافقة على انعقاده، وحضور السفراء الخمسة وبالذات سفراء الدول الثلاث الراعية للنظام- ما تداول من مواضيع وما تم من مناقشات كانت من المحرمات التي لا يمكن السماح بها داخل دمشق من النظام وأنصار النظام وحتى ممن يصنفون أنفسهم ضمن المعارضة لا يطالبون عادة بتغيير النظام ويتجنبون الإشارة أو ذكر تغيير رئيس النظام بشار الأسد، إلا أن هذه المرة توصلت فصائل المعارضة الوطنية في الداخل إلى اتفاق يقضي بإسقاط النظام «بكافة رموزه ومرتكزاته» وهذا يعني الذهاب بعيداً وتماهي مع المعارضة في الخارج وهذا يعني تقارباً مع المعارضة السورية وتباعداً عن النظام، فإلى وقت قريب كانت المعارضة الوطنية بما فيها هيئة التنسيق الوطنية التي يرأسها حسن عبدالعظيم تتهم بأنها صنيعة النظام السوري، وأنها كانت لا تمانع في الدخول بحوار مع أركان النظام لبحث تسريع الإصلاحات والمشاركة في حكومة «شراكة وطنية».

ويظهر أن بشار الأسد وأركان نظامه قد ضاقوا ذرعاً بتنامي قوة المعارضة الداخلية فقد اعتقل ثلاثة من أعضاء هيئة التنسيق بعد عودتهم من مشاركة خارجية.

ثم إن المطالبة بـ»إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته» يعني هدم لكل تواصل وتفاهم مع النظام القائم في سوريا، فهذه المرة تطالب المعارضة السورية الداخلية ليس بإسقاط بشار الأسد فقط، بل كل أركان النظام من مسؤولين سياسيين وأمنيين، وإنهاء هيمنة وتسلط حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يتخذه النظام السوري ستاراً للحكم.

هذا الاتفاق الذي جرى وتم تحت أنظار وحضور سفراء طهران وموسكو وبكين، يشير إلى أن الدول الداعمة للنظام باتت متفهمة لمطالب السوريين فحتى الذين كانوا يتهمون بالعمل مع النظام يطالبون بإسقاطه، وهو يعني أيضاً أن هذه الدول بدأت بتفهم أسباب ورغبة السوريين في إسقاط النظام الذي أوصل بلادهم إلى الحالة التي تحاصرهم جميعاً مؤيدين ومعارضين.