العدوان الثلاثي ليس جديداً على الأمة العربية فلقد سبق لدولة عربية وهي مصر أن تعرضت لعدوان ثلاثي في حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. والآن تتعرض سوريا (الشعب السوري) لعدوان
ثلاثي من قبل روسيا وإيران وحزب الله، على مرأى ومسمع من هذا العالم الذي تبلد إحساس مسؤوليه ومنظماته فلم يعد العذاب والألم البشري يحرك فيهم ساكنا، ولكن إذا كنا نعيب على مسؤولين ومنظمات غربية، فما حالنا مع الشعوب والحكومات العربية التي وقفت حتى الآن بلا أي حراك أو مساندة للشعب السوري! ومن المفارقات أن الذي أوقف العدوان الثلاثي على مصر هو الاتحاد السوفيتي! عندما أعلن أنه سوف يقوم بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية وهذا ما أوقف العدوان، لكن روسيا الآن والتي كانت توصف قديما بأنها صديق للعرب تشارك إيران وحزب الله في قتل الشعب السوري وتشريده! إيران اعترفت الأسبوع الماضي وللمرة الأولى بأنها أرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سوريا لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة وكذلك إلى لبنان وطبعا ما خفي كان أعظم وتشير بعض التقارير أنها تنقل الأسلحة عبر أجواء العراق إلى سوريا، وروسيا توقف كل محاولات مجلس الأمن لإدانة النظام وتقف بالمرصاد لكل المحالاوت الدولية للضغط عليه! وترسو فرقاطاتها وترسانتها العسكرية في المياه الإقليمية السورية! بل إننا كثيرا ما نسمع تصريحات لمسؤولين روس يتحدثون عن مواقف الحكومة السورية وكأنهم أصبحوا متحدثين رسميين باسم النظام الدموي!
صمت المواطن العربي ورجال أعماله ومسؤوليه، جعل روسيا وإيران تتمادى في عدوانها، ولن أتحدث عن حزب الله تلك الشوكة الإيرانية وذلك الكيان الذي زرعته إيران كما زرعت الدول الغربية إسرائيل، ليهدد سلامة ووحدة لبنان ويعطل كل مشاريع التنمية والاستقرار في ذلك البلد، ويتسبب باسم المقاومة الكاذبة بإشعال حروب دمرت معظم بنيته الاقتصادية! وسوف يتلاشى هذا الكيان أو على الأقل سوف يمرض عند سقوط النظام السوري.
alhoshanei@hotmail.com