من الطّبيعي أن يكون لمؤسسات الدَّوْلة ذات الاختصـاص في اليــوم الوطني -الحدث الأهمّ- تغْذيَّــة راجعة تدرس جميــع الأفعــال وردود الأفعال وترفع التقارير النهائيَّة لصناع القرار لأخذ التَّوجيه اللازم حيال ذلك ومن ثمَّ رسم الاتجاهات وتحديد المسارات المستقبليَّة على ضوء القراءة الواعيَّة للمفاصل وأخذ البواطن من الظواهر، والتفكر بالصغائر المختبئة خلف الكبائر!!!، هذا على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الشخصي عنَّ لي مساء اليوم الوطني جملة من الأسئلة وأنا أجوب شوارع العاصمة الرياض، أحببت طرحها على القارئ الكريم هذا اليوم علَّها أن تكون في دائرة المفكر به في الأيام القليلة القادمة.
- أين قضيت إجازة اليوم الوطني؟ ولماذا اخترت هذا المكان بالذات؟ وكيف كان مساءك ومع من؟؟
- ما السلبيات التي سجلَّتها في ذهنيتك إزاء التعبير الشعبي بهذه المناسبة؟
- ما الإيجابيات التي تحتفظ بها في ذاكرتك جراء مشاهداتك الحياتيَّة في هذا اليوم التاريخي المهم؟
- هل شاركت ولو مُجرَّد حضور فعاليات واحتفاليات هذا اليوم التي أقامتها إمارات المناطق والأمانات والجامعات والمؤسسات الحكوميَّة؟
- ما القيم الإيجابيَّة التي عكسها الاحتفال بهذا اليوم في ظنك، وهل استطاع الشارع السعودي أن يلمسها واقعًا معاشًا؟
- منْ من الشخصيات الوطنيَّة التاريخيَّة التي تعرفت عليها في هذه الأيام جراء سماعك قصة التوحيد التي نفاخر ونفخر بها نحن السعوديين؟؟
- ما الأحداث الوطنيَّة التي انحفرت بذاكرتك طوال أعوام الوطن الماضيَّة؟
- ماذا قدمت أنت للوطن من إنجازات وأعمال تطوعيَّة تحقق فيها ومن خلالها خير للوطن والمواطن، أو اندفع بها شر، أو على الأقل كنت حياديًا فلم يكن منك سوء أو ضرر ولو بلسانك أو مقالك؟
- ما أسوأ تعليق جاءك في هذه المناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجديد، وما ردة فعلك إزاءه؟
- ما أجمل تعليق حظيت به بمناسبة يومنا الوطني؟
وعلى فكرة من أجمل ما وصلني قول أحدهم بهذه المناسبة (الوطن بحاجة إلى مخلص وليس إلى مخ لص).
- ما التعبير الذي تقترحه ليكون أنموذجًا أمثل للاحتفاليات الشعبية في أيامنا الوطنيَّة القادمة بإذن الله؟
- ما قراءتك لمكنون نفسيَّة رجل الأمن في مناسبة يومه الوطني وهو مرابط منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من اللَّيل لحمايَّة ممتلكات بلادنا من إفساد شبابنا تعبيرًا منهم عن فرحتهم الغامرة بهذه المناسبة الغاليَّة؟
- ماذا سيقول عنا أحبابنا في دول الخليج المجاور ونحن نغادر أرضنا في يومنا الوطني لقضاء ساعاته بعيدًا عنه؟
- كيف ينظر صغارنا إلى هذه المناسبة، وهل فرحتهم بها فقط لتنعمهم في هذا اليوم بإجازة سنويَّة!! وارتدائهم وشاحًا يحمل علم مملكتنا الغاليَّة؟
- هل استطاعت مدارسنا أن توصل الرسالة الملقاة على عاتقها والمتمثِّلة بغرس روح الانتماء وحب الوطن في نفوس التلاميذ خلال احتفالياتها بهذه المناسبة الوطنيَّة المهمة؟
- هل نعرف كمجتمع ماذا يعني لنا الوطن كيانًا وقيادةً وعقيدةً وشعبًا وممتلكات وتاريخًا وبناءً ونهضةً وتنميّةً وعطاءً؟
- هل استمعنا إلى ما قاله الكبار عن بلادنا فعقدنا المقارنات وقربنا المسافات وتأمَّلنا في البدايات وكيف هي النهايات؟؟!!
- عدد عشر نعم تنعَّم بها في هذه البلاد مقارنًا حالك بحال غيرك من بني البشر، فإنَّ هذا ادَّعى لعدم إزدراء نعمة الله عليك، وتصور نفسك وقد سلبت بعضًا منها لا سمح الله؟؟
ختامًا دعاء من القلب بأن يحفظ الله لنا ديارنا ويديم عزّنا ويبقى لنا ولاة أمرنا وعلماءنا ذخرًا ودمت عزيزًا يا وطني وإلى لقاء والسَّلام.