مَنْ أكرمه الله بالعمرة أو الحج لبيت الله الحرام فإنه يرى ويقدِّر الجهود المبذولة في سبيل إعماره وخدمة زواره، ولا يسعه إلا شكر القائمين عليه. بَيْد أن هناك قصوراً في بعض الجوانب التي لا تليق بالمكانة الروحية للحرم المكي، ولعله من باب الأمانة ونقل صورة من تلك الملاحظات للقائمين عليها لتلافي القصور والقضاء على السلبيات:
- يُلاحظ ضعف بتهيئة الحرم للأجواء الحارة، ولا سيما مسعى الدور الثاني المزدحم دوماً، وينبغي أن لا يكون ذلك مبرراً لوجود هذا القصور، وضرورة معالجة الزحام بتحديد أعداد المعتمرين كما كان في السابق لتخفيف الروائح الكريهة الخانقة ومنعاً للافتراش الذي وصل حتى المداخل مما يصعب معه الدخول للحرم.
- التعامل القاسي من لدن بعض مرشدي الحرم للمعتمرين والحجاج، وكذلك بعض المفتشات اللاتي يفتقدن الأساليب المهذبة مع المعتمرات وزائرات الحرم حين التفتيش على الحقائب.
- برغم أن الدور الثاني خفف على الناس إلا أن من يصعد إليه لا يعرف من أين دخل ولا من أين يخرج! فلا تُوجد مسميات على الأبواب، فلو وضعت نفس مسميات البوابات السفلية على العليا لكان هناك تخفيف على المعتمرين.
- يُلاحظ قلة الأماكن المخصصة للنساء مقارنة بالمخصص للرجال، ولذلك يحصل ازدحام شديد وصعوبة خروجهن ودخولهن من أبواب الحرم إلا بتخطي الرجال، وهو أمر ينبغي التنبه له فلهن حق بالصلاة مثل الرجال.
- ظاهرة النوم المتواصل في الحرم المكي مظهر يفتقد لأدنى مقومات الحضارة، ولا يليق بشكل المسلمين، إضافة إلى التضييق على الناس، ولا شك أن منظر النائم وغيابه عن الوعي يتنافى مع قدسية المكان.. ولا بد من الحزم مع المعتمرين بحيث يكون دخول الحرم للصلاة والعبادة وليس للنوم والاسترخاء، والأسوأ لجوء المعتمرين النائمين للوضوء من ماء زمزم المُعد للشرب وتلويث المكان.
- برغم تعليمات وزارة الداخلية بوقف جميع أشكال التبرعات إلا للجمعيات الخيرية المعترف بها، إلا أنه يُلاحظ تسلل بعض الأشخاص وطلبهم التبرع لجمعيات تحفيظ القرآن وبعض الفقراء ولجهات مجهولة المسمى! وغالباً يتعاطف الناس فيتبرعون، وقد يتم جمع تلك التبرعات استغفالاً للناس أو تُسلم لجهات محظورة أو منظمات إرهابية.
- يأسف المعتمر والزائر حين يرى ذلك المكان المهيب وقد تحول لملعب ومطاردات للأطفال وهو ما يُشكّل إزعاجاً للمصلين وافتقاد روحانية المكان والسكينة المطلوبة به.. وينبغي على المسؤولين منع دخول الأطفال للحرم لهذا السبب، ومنعاً لتعرضهم للاختطاف، ولأسباب تتعلق بالنظافة والصحة العامة وتقدير الساحة الشريفة.
- إن الفوضى المصاحبة لتأجير عربات نقل كبار السن والمعاقين تتيح لضعاف النفوس فرصة استغلال الحجاج والمعتمرين ولا سيما حين يكون المحتاج أكثر من شخص، وهو ما يتطلب ضرورة فرض رسوم موحدة لجميع العربات ومسجلة عليها، تُمكّن المستأجر من الاطلاع عليها دون مزايدات ومشادات.
وحين تبرز تلك الملاحظات فإن الهدف التطوير في حدود الإمكانيات، والأمر لا يحتاج إلا قليلاً من التخطيط والرقابة والمتابعة والتنظيم، وانعدامهما يشوّه جمال تلك الإنجازات الضخمة التي لا ينكرها إلا جاحد!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny