الحكمة كما قال بها الحكماء. هي وضع الشيء في موضعه الصحيح، ولو احتكمنا إلى الحكمة في أسباب تحديد تاريخ اليوم الوطني لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية. لما أماطت الحكمة اللثام عن حكمة كحكمة من حدد الأول من برج الميزان ليكون يومنا الوطني، لما يعبر عنه الأول من الميزان من الاعتدال والتوسط. ففي الأول من الميزان يتساوى الليل والنهار من حيث الطول والقصر، وفيه يعتدل الجو بين الحرارة والبرودة. والميزان من أدوات تحقيق الحق (المكاييل والموازين) التي تحقق العدل والمساواة. واختيار الأول من الميزان لخاصية نختص بها، تختص بنا حيث تحقق مدلول الميزان فيما بيننا أفرادا ومدنا ومقاطعات ومحافظات ومناطق. وأيا كانت أو ستكون التسميات، بينما كنا جماعات وأفرادا متفرقين متناحرين يطغى قوينا على ضعيفنا، واليوم نتميز بالحب والألفة والاجتماع فيما بيننا، والاعتدال في أعمالنا وشعائرنا وقيمنا ومواقفنا واعتدالنا فيما بيننا وبين ولاة الأمر فينا،كتميز الأول من برج الميزان بين سائر أيام السنة، ونختص بصفات الأول من برج الميزان دون غيرنا حينما رمزنا لوحدة كياننا الرائعة التي نسأل الله تعالى أن يديمها علينا نعمة سابغة تحت ظل هذا الرمز الذي حقق الاعتدال في حياتنا كلها، ولاعتدال لا يحققه إلا العدل والعدل لا يتحقق إلا بأدواته. وما الميزان إلا أداة عدل بين البشر، ونختص به ويخصنا حينما لم تجاف الحكمة من نظروا في يوم من السنة يعتبر ويرمز ليوم قضى فيه على أسباب الفرقة والتشتت والاختلاف في وحدة فريدة تميزنا بها دون غيرنا، نخلد ذكرى إعلانها من قبل موحد طلب الموت في سبيل وحدة الكيان ونشر العدل والأمن على ربوعنا. لتغفو فوق هام النجوم بما تحقق لها من وحدة واستقرار، نسأل الله أن تكون غفوة من أمن خوفها في ظل عرش ربه مغفور ذنبه، مجزياً بخير الجزاء من ربه. هو ومن تبعه ويتبعه من أبنائه عنا وعن المسلمين. ولم تغب الحكمة عمن اختاروا الأول من الميزان بتسميته باليوم الوطني خلافا لتسميات الآخرين لأيامهم بالأيام القومية لأنه لا يمكن أن يكون يوماً قوياً إلا لو كانت الأمة العربية كلها، أو الأمة الإسلامية كلها تعتبر الأول من الميزان يوماً للجميع، لذلك فقد أماطت الحكمة اللثام عن حكمة تعيين يومنا الوطني في مكانه من الزمان، والمكان، الرمز، بما يوحي به الميزان من تحقيق للعدل، والوسطية، واستيفاء الحقوق.