|
كثيرة هي الأيام العزيزة على النفس، وجميلة تلك الأيام عندما نتوَّقف عندها ونستذكر ما فيها من معانٍ وما يرتبط بها من مشاعر وأحاسيس، وكم هو جميل الوقوف عندها والتغني بما تحمله بين جوانبها من مواقف وذكريات قد يكون لها عمق في بناء شخصيَّة الإِنسان، ودور في توجيهها في مسيرة الحياة، هذا إن كانت الذكرى تخص فردًا واحدًا من بني البشر، فكيف إذا كانت علاقة بتاريخ أمة وتأسيس كيان كبير!
ففي اليوم الأول من برج الميزان الموافق لـ 23 سبتمبر تأتي ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعًا في مملكتنا الغاليَّة ألا وهي ذكرى اليوم الوطني التي لا بُدَّ أن تكون مناسبة لمصارحة النَّفس ومحاسبتها على أي تقصير أو قصور حدث من أي أحد فينا نحو هذه الأرض الطيبة ونحو الأهداف الكبيرة التي كان المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- يريد تحقيقها لأهل هذا الوطن ولكل من يعيش على أرضه ويتفيأ ظلاله.
إن ذكرى هذا اليوم العزيز لفرصة لِكُلِّ واحد منَّا لتأكيد صدق حبه وإخلاصه بتميزه في أداء ما عليه من حقوق وواجبات، ومحاولة تحقيق أفضل ما يمكن من درجات الإتقان كل في مجاله وتخصصه ومسئوليته، وهذا لعمري هو أفضل درجات الذكرى، وأصدق علامات الحب للوطن وأوفي الوفاء لمؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز -رحمه الله- ولقادة هذه البلاد وكل يوم وطني والجميع بخير وأمن وأمان وسلام.
حري بِكلِّ سعودي أن يقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمَّل يسترجع فيها مسيرة سنوات من البذل والعطاء يشحذ بها همته ويوطن بها نفسه عزة وشموخًا ليكون امتدادًا للأوائل من الذين رصفوا بدايَّة الطريق وأفسحوا لنا الفرصة لمده إلى آفاق المستقبل.
إن ذكرى اليوم الوطني هي رمز للإنسان السعودي الذي يتمحور فيه كل جهد وكل عمل يفضي إلى إضافة لبنة أخرى في هذا البناء الشامخ الذي شكَّل أنموذجًا يحتذي به الإنسان العربي في عالم يعجّ بالاضطرابات والتناقضات، ووقفة التأمُّل هي تأكيد على مفهوم ومضمون هذا الرمز ومواجهة هذا العالم بخطى واثقة تشق طريقها إلى المستقبل مرتكزة على إرث فكري وعملي يحمل بذور البقاء والنماء مستمدة مسيرتها ونهضة بنائها في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حرص على النهوض بالوطن وبما يخدم مصلحة المواطن بخطوات يحدوها الأمل في أن يصبح المواطن السعودي مثالاً يحتذى به في الرقي والتقدم.
- محافظ بيشة