يبتهج وطننا العزيز بيوم من أيام المجد والفخر، إنه ذكرى اليوم الوطني، منه بدأت مسيرة النماء بفضل الله تعالى تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الفذ والقائد المحنك الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى أصبحت المملكة أنموذجاً للدولة الفتية ذات الجذور العميقة في التاريخ أصالة ومجداً.

وقد استطاعت حكومتنا الرشيدة بفضل الله تعالى الرقي والتطور بمستويات سريعة وشاملة وعميقة، لرفاهية المواطن السعودي وتوفير كل سبل الحياة الكريمة له، فمنذ عهد المؤسس رحمه الله، إلى هذا العهد الميمون والمملكة تسير بخطى راسخة وواثقة على طريق التطور الحضاري محافظة على تميزها ووحدتها والتزامها واعتزازها بالقيم والمبادئ الفاضلة المستمدة من الدين الحنيف.

وبهذه المناسبة السعيدة أتشرف بأن أرفع باسمي ونيابة عن جميع منسوبي هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أسمى التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله-، وللشعب السعودي الكريم، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يوفق قيادتنا لكل خير ومواصلة مسيرة البناء والنهوض الحضاري والتقدم، وأن يحفظ للوطن أمنه واستقراره.

إن كل مواطن ومقيم يعيش على هذه الأرض المباركة يشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته المملكة من منجزات فريدة، انعكست على تنمية المجتمع وتطوره، وما شيدته من قواعد متينة لحاضر زاهر وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة العطاء والخير والنماء، وبما تحقق من منجزات في كافة المجالات،الاقتصادية والتعليمية والصحية والخدمية، ومنها مجال صناعة الكهرباء الذي يلقى دعماً سخياً واهتماماً كبيراً من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لهذا القطاع الحيوي.

فخلال العقود القليلة الماضية تطورت صناعة الكهرباء في المملكة ونمت نمواً كبيراً، حتى باتت أكبر منظومة للكهرباء في العالم العربي، حيث بلغ الحمل وقت الذروة في عام 1433هـ (2012م) (51.308) ميجا واط، بنسبة نمو تصل إلى 6% عن العام الماضي 1432هـ (48.367) ميجا واط، كما غطت الخدمات الكهربائية معظم المدن والقرى والهجر في جميع أنحاء المملكة، ووصلت الخدمة إلى ما يزيد عن 99.5% من سكان المملكة، فقد بلغ عدد المشتركين 6.431.025 مشتركاً وذلك بفضل الله، ثم بفضل الدعم الحكومي المباشر وغير المباشر. فتكاليف الكهرباء مرتفعة جداً، ولولا الدعم السخي الذي تقدمه الدولة لهذه الصناعة لكانت تعريفة الكهرباء أكثر مما هي عليه الآن، وقد تبلغ أضعاف وضعها الحالي.

أما قدرات إنتاج المياه المحلاة فقد بلغت 5.759.683 متراً مكعباً في اليوم، وإنتاج البخار 53.631 طناً في الساعة، من خلال 36 محطة .

لقد جاء إنشاء هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عام 1422هـ, بهدف التأكد من وجود خدمة كهربائية كافية وذات نوعية وموثوقية عاليتين وبأسعار معقولة, لذا عملت الهيئة على إعداد خطط وبرامج مبنية على أحدث الدراسات العالمية تهدف إلى تحسين أداء شبكة الكهرباء ومعالجة أوضاع شبكة الكهرباء وضعفها، والتوسع في إيصال الخدمة لجميع طالبيها مع المحافظة على نوعية جيدة لهذه الخدمات. كذلك أعدت الهيئة خطة لتطوير هيكلة صناعة الكهرباء تحقق الخطوط العريضة التي نص عليها نظام الكهرباء بحيث يتم الانتقال على مراحل متتالية من الوضع الراهن الذي تقوم فيه شركة واحدة بجميع أنشطة صناعة الكهرباء من إنتاج ونقل وتوزيع وتقديم خدمة، إلى وضع يخضع للمنافسة في مجال الإنتاج وتقديم الخدمة وبما يحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد الوطني وينقل صناعة الكهرباء إلى مستويات أداء عالمية، ومن تلك المكاسب تقليل الاعتماد على خزينة الدولة وتوسيع مشاركة القطاع الخاص وخفض التكاليف وتحسين الأداء وفتح فرص استثمارية كبيرة.

وتعمل هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الآن على تنظيمات توضح العلاقة بين المشترك ومقدم الخدمة وواجبات وحقوق كل طرف.

ومنذ عام 2009م قامت الهيئة بإنشاء نظام مؤشرات الأداء لمختلف قطاعات صناعة الكهرباء من توليد ونقل وتوزيع وخدمات مشتركين بناء على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال وبالتشاور مع جميع المرخص لهم بهدف إنشاء معايير مرجعية محلية لسوق صناعة الكهرباء بالمملكة، وتقوم الهيئة بقياس هذه المؤشرات للمرخص لهم وبشكل دوري لمراقبة أدائهم ومقارنتها بالأهداف الموضوعة من أجل التحسين المستمر وضمان جودة الخدمة الكهربائية وموثوقيتها.

ولتكون صناعة الكهرباء وتحلية المياه صناعة قائمة على التخطيط السليم الذي يأخذ في الاعتبار الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية التي تذخر بها المملكة من الغاز الطبيعي والوقود السائل فقد عملت الهيئة مع الجهات المعنية لتشكيل فريق عالي التأهيل يقوم بتحديث الخطة طويلة المدى للفترة الممتدة حتى عام 2032م، وسيقوم هذا الفريق بمراجعة الطلب على المياه والكهرباء والنظر في توظيف التقنيات ذات الكفاءة العالية في إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة مما يساهم في مقابلة الطلب على هاتين الضرورتين من ضروريات الحياة بكفاءة واقتدار وترشيد الموارد والتقليل من الهدر.

ومواكبة من الهيئة للتطور التقني في عالم الالكترونيات والثورة الهائلة في مجال الاتصالات والتداخل المنتظر بين فضائي الكهرباء و الاتصالات فقد قامت الهيئة بالإعداد لدراسة تضع إستراتيجية متوسطة المدى تمتد لعشر سنوات قادمة لسبل وتحديات تطبيق الشبكات الذكية في المملكة مما يتيح لمستهلكي الخدمة الكهربائية مدى أوسع من المعلومات للتحكم في أحمالهم ومعرفة تفاصيل استهلاكهم ويترك لهم الفرصة للترشيد المبنى على الوعي كما يتيح لمقدمي الخدمة الكهربائية قدراً كبيراً من البيانات المفيدة لمعرفة أنماط الاستهلاك وأوقاتها بدقة كبيرة تعينهم على التخطيط السليم.

وتحقيقاً للنظرة الشمولية للإستراتيجية العامة للدولة أيدها الله التي من أساسيتها توفير حياة كريمة لجميع المواطنين ورعايتهم بتخفيف العبء المالي عنهم، أقرت معونة فاتورة الكهرباء للمستفيدين من الضمان الاجتماعي بالتعاون المشترك بين الهيئة ووزارة الشؤون الاجتماعية عن طريق ربط أسماء المستفيدين من الضمان الاجتماعي برقم حساب المشترك المدون في فاتورة الكهرباء، حيث بلغ عددهم حوالي 250 ألف مستفيد يمثلون أكثر من 10% من المشتركين لفئة الاستهلاك السكني.

إن ما تقوم به الهيئة وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين يصب في مصلحة الوطن والمواطن الذي هو المحور الأساس في عملية التنمية و الهدف الذي من أجله تعمل كافات القطاعات لتقديم خدماتها بما يحقق له الرفاهية والعيش الكريم.

وختاماً، نسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد نعمة الإسلام والأمن والأمان، وأن يوفق الجميع للعمل من أجل استمرار عجلة التنمية والازدهار والتقدم في كافة المجالات، وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

- محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج