|
يوافق السابع من شهر ذي القعدة من هذا العام 1433هـ اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. وهو يوم تاريخي، ففيه وحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - هذا الوطن الغالي علينا جميعاً وأصبحنا بفضل من الله وكرمه ننعم بوافر من رغد العيش والأمن والأمان.
يذكرنا احتفالنا بهذا اليوم من كل عام بالتطور الذي شهدته بلادنا على كافة الأصعدة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فقد انتشر التعليم والخدمات الصحية، والمياه، والكهرباء، والطرق لتشمل كافة أنحاء المملكة العربية السعودية. ومن أهم إنجازات العقود الماضية الاستثمار الكبير في الموارد البشرية ولا سيما في قطاع التعليم، فقد بلغ عدد طلبة التعليم العام في المملكة بنهاية عام 2011م حوالي 6,4 مليون طالب وطالبة، يتلقون التعليم في حوالي 26,6 ألف مدرسة، يعلمهم نحو 453,2 ألف معلم ومعلمة. وخلال الفترة نفسها بلغ عدد طلبة الجامعات 925,0 ألف طالب وطالبة، فضلاً عن الطلبة المبتعثين في الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذين تجاوز عددهم 125 ألف طالب وطالبة.
وفي المجال الاقتصادي، أصبح للمملكة دور كبير وفاعل في الاقتصاد العالمي، فهي عضو في مجموعة العشرين منذ تأسيسها، وتضم هذه المجموعة أهم وأكبر اقتصادات العالم وتنتج نحو 85 في المائة من حجم الناتج المحلي العالمي، ويمثل سكانها ثلثي سكان العالم. والمملكة كذلك عضو فاعل في صندوق النقد والبنك الدوليين، وبنك التسويات الدولية، ولجنة بازل للرقابة المصرفية، ومجلس الاستقرار المالي. كما أن المملكة من أكبر المساهمين في عدد من المؤسسات الإقليمية، مثل البنك الإسلامي للتنمية، وصندوق النقد العربي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، وصندوق الأوبك.
وشهدت الخدمات المصرفية تطوراً وانتشاراً كبيرين، ففي نهاية الربع الثاني من عام 2012م بلغ عدد المصارف المحلية 12 مصرفاً، وبلغ عدد فروع المصارف الأجنبية العاملة في المملكة 11 مصرفاً، ووصل عدد فروع المصارف العاملة في المملكة إلى 1661 فرعاً، وبلغ إجمالي الائتمان الذي قدمته المصارف المحلية للقطاع الخاص نحو 933,4 مليار ريال. كما بلغ عدد أجهزة الصرف الآلي في المملكة نحو 12,2 ألف جهاز في الربع الثاني من عام 2012م، وتجاوز عدد بطاقات الصرف الآلي المصدرة للمواطنين والمقيمين 15,0 مليون بطاقة، وعدد نقاط البيع الآلي 87,2 ألف جهاز. كذلك بلغ عرض النقود في نهاية الربع الثاني من عام 2012م أكثر من 1,3 تريليون ريال، وفاقت موجودات المصارف التجارية خلال الفترة نفسها 1,6 تريليون ريال, وحافظت المصارف التجارية على ملاءتها المالية المتميزة.
وشهدت الخدمات المصرفية تطوراً هائلاً، ولا سيما بالنسبة لأنظمة المدفوعات والتسويات المالية وتطورت بما يتفق مع أحدث المعايير الدولية، ومثال ذلك نظام غرف المقاصة الآلية، وشبكة المدفوعات السعودية SPAN، والنظام الآلي للتحويلات المالية (سريع)، وأصبح الكثير من الخدمات المصرفية تنجز من خلال شبكة الانترنت، والهاتف المصرفي، والخدمات الآلية الأخرى مثل نظام «سداد» لخدمات تسديد رسوم وفواتير الخدمات العامة، وأسهم ذلك في تسهيل إنجاز الأعمال للمواطنين والمقيمين في المملكة بسهولة ويسر وتكاليف معقولة جداً.
إن ما حققته بلادنا من إنجازات كبيرة تحتم علينا جميعاً المحافظة عليها وتعزيزها وبذل المزيد من الجهد لحمايتها. وفي هذه المناسبة السعيدة، يسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، والأسرة المالكة الكريمة، وللشعب السعودي الوفي، داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة علينا دائماً وبلادنا تنعم بالأمن والاستقرار والرقي.
- محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي