|
تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى الـ82 لتوحيد هذا الوطن الغالي على يد البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-, هذه المناسبة الغالية التي تُرجع إلى الذاكرة صفحات البطولة والتوحيد والبناء
التي أنجزها هذا الملك المؤسس, فأقام هذا الوطن الفريد في وحدته وتوحده واجتماع لحمته تحت راية التوحيد التي رسخت الثوابت, وأقامت النهج المستنير على هدى من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وها نحن اليوم في ذكرى اليوم الوطني لهذا الوطن الشامخ بتاريخه ومنجزاته، وماضيه الخالد وحاضره المشرق, نقف بكل الفخر والاعتزاز أمام ما تحقق له من منجزات على مختلف الأصعدة باتت مفخرة يباهي بها كل مواطن ومقيم على ترابه، إننا في هذه الذكرى نسطر كلمات تعجز عن وصف القيمة الحضارية والإنسانية التي تحققت بفضل الله ثم بفضل عيشنا تحت راية واحدة بعد أن كتبت التضحيات علي يدي الملك المؤسس ورجاله المخلصين.
اليوم الوطني فجرٌ جديدٌ ليوم خالد في ذاكرة التاريخ والوطن, أشرقت شمسه من قلب الجزيرة, وعمت أرجاء المملكة العربية السعودية أمناً وأمانا ووحدة ورخاء، إنه يوم الوفاء، يوم التقاء الشعب مع قيادته لتجديد الاحتفاء بأمجاد الوطن، يوم استعادة ذكرى مسيرة الكفاح والنجاح التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله -, وواصل المسيرة من بعده أبناؤه البررة، ذكرى التوحيد ولمّ الشتات وتحقيق التطلعات، إنني في ذكرى اليوم الوطني لأنتهز الفرصة لتقديم التهنئة باسم أكثر من 60 ألف طالب وطالبة تضمهم 33 كلية في معظم محافظات منطقة جازان لمقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ولكافة أبناء الشعب السعودي الوفي.
نقف في هذا اليوم على ماضي الوطن المجيد وحاضره المشرق، هذا الحاضر الذي تكامل عقده في عهد الملك القائد الباني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله-, عبر نهضة تنموية كبرى، ومشاريع عظمى في شتى مجالات الحياة المختلفة: التنموية, منها والاقتصادية, والتعليمية, والثقافية، هذه التنمية التي امتدت إلى كل جهات الوطن حاملة سنابل العطاء والتنمية والرخاء لتوفير عيش وحياة متطورة كريمة حققت للمواطن تطلعاته، وجعلت من المملكة العربية السعودية محط أنظار الآخرين إعجاباً وتقديراً لها ولقيادتها, ودورها المحلي, والعربي والعالمي.
إن اليوم الوطني يدفع كل مواطن ومواطنة في هذه البلاد للاعتزاز بهذا الوطن الغالي في ماضيه وحاضره وفي واقعه ومستقبله، وفيما تحقق ويتحقق اليوم من تنمية شاملة في شتى المجالات والأصعدة, فالجامعات السعودية بمدنها الجامعية العملاقة التي انتشرت في أرجاء الوطن وغدت منارات لأبنائه في رحلة العمل تضيء دروب المستقبل والعلم وتدفع بدورها في صياغة الوعي والتميز, وترسم الغد العلمي المشرق لمستقبل الوطن الجميل.
إنّ جامعة جازان التي كانت حُلماً من أحلام خادم الحرمين الشريفين أصبحت اليوم حقيقة على أرض الواقع بفضل الله ثم بفضل دعمه السخي لها وتوجيهاته التي كانت نبراسا لتحقيق تطلعاته في خلق تعليم عال يواكب عصر المعرفة ويلبي طموحات الأجيال لتساهم في مسيرة البناء والتنمية حيث تشرف منسوبو الجامعة بافتتاحه -يحفظه الله- للمرحلة الأولى ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية بتكلفة 6 مليارات ريال ومنذ عامين يدرس 10 آلاف طالب في كليتين جديدتين بمشروع المدينة الجامعية وفرت بهما أحدث التقنيات والمعامل والمختبرات.
إن التعليم العالي في المملكة العربية السعودية يعيش مرحلة زاهية من مراحله فمشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يعدّ واحداً من أضخم مشاريع الاستثمار في الإنسان فكراً وعقلا وعلماً وذلك ببلوغ عدد المبتعثين من أبناء وبنات الوطن قرابة 150 ألف مبتعث في أرقى الجامعات العالمية ليتسلحوا بالعلم ويعودوا للمشاركة في مسيرة التطور والتحديث والتنمية.
كما أن المدن الاقتصادية الكبرى، والازدهار الاقتصادي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، إلى جانب توسعة الحرمين الشريفين في أكبر توسعة تاريخية لهما على مر العصور كل هذه الإنجازات وهذه المنجزات التي تستعصي عن الحصر تدفع كل إنسان على تراب هذا الوطن الطاهر للفخر بهذه المنجزات والمفاخرة بها كونها تجسد بكل صدق إرادة ملك معطاء، وشعب وفي.
إن ذكرى اليوم الوطني تدفعنا جمعياً للاعتزاز بوطننا الغالي، والحفاظ على منجزاته العظيمة، والعمل جمعياً على رسم مستقبل أكثر بهاءً وعطاءً ونماءً، فالوطن يستحق منا كل العطاء والبناء والنماء.
نسأل الله لهذا الوطن الغالي مزيداً من التقدم والتنمية والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم علي بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، إنه سميع مجيب.
- مدير جامعة جازان