|
يوافق اليوم الأحد ذكرى اليوم الوطني للمملكة في وقت تشهد فيه المملكة منجزات تنموية، وإنجازات قياسية عملاقة في عمر الزمن تميزت بالشمولية والتكامل على الصعيد الداخلي، وشهدت حضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ما أتاح للمملكة العربية السعودية أن تشغل حيزاً جديدا مهماً في خارطة الدول العالمية المتقدمة، إثر تفوق المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في صنع القرارات التي تصب في تحقيق « رفاهية الشعب السعودي».
تشكل هذه الإنجازات امتدادا لمسيرة الدولة الحديثة التي أسسها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وتولى قيادتها أبناؤه الملوك من بعده، وصولاً إلى هذا العهد عهد الإصلاح والتحديث والتطوير الاقتصادي والإداري، والتنمية التي اتسمت بالخبرة والحنكة، والنظرة الحديثة التي تعمل في ظل إدارة وقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رعاه الله- . الذي قال في بداية عهده: «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستورا، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل وخدمة المواطنين».
لم تتوقف معطيات خادم الحرمين الشريفين عند ما تم تحقيقه من منجزات عامة في البلاد، بل إن العطاء مستمر نهاراً وليلاً بالعمل الدؤوب، بهدف تأمين مزيد من والازدهار للوطن والمواطن، فتحققت معدلات نمو قياسية ونوعية أوجدت سلسلة من التطورات والإصلاحات التي انبثق منها كثير من المشاريع التنموية الجبارة، والبرامج الطموحة في مختلف القطاعات، خاصة التعليمية، و الصحية و الاجتماعية، والاقتصادية، مما أسهم بشكل كبير في تحسين مستوى المعيشة، ورفع شأن المواطن. ومن بين حزمة القرارات الملكية الكريمة التي أصدرها و أمر بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمره الملكي الكريم رقم أ / 36 و تاريخ 3 / 5/ 1431 هـ بإنشاء مدينة علمية تسمى: (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة).
إن قرار إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هو قرار استراتيجي للدولة يؤكد الرؤية الحكيمة البعيدة المدى لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله-، كون هذه المبادرة تلامس احتياجات المواطن، كما أنها تعد عاملاً حافزاً لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن، وذلك باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات العلاقة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، ودورها البناء المهم في رفع مستوى معيشة المواطنين، وتحسين نوعية الحياة في البلاد، وهذا سيعود - بمشيئة الله - بالفوائد الإيجابية على الحياة الاجتماعية السعودية، وتخريج الكوادر العلمية والفنية الوطنية المتخصصة وتأهيلهم في المجالات المتنوعة للطاقة، ما سوف يتيح تقدم المملكة في مجال البحث العلمي وتطبيقاته، واتخاذ السبل كافة للوصول إلى العالمية، واستخدام تقنيات الطاقة الذرية السلمية العالية ذات الاهتمام على المستويين الداخلي والدولي.
إن القيادة التي رسمت توجهات الدولة المستقبلية لم تأل جهداً - ولله الحمد - في تسخير كل إمكانياتها ودعمها لتوفير البنية المتكاملة لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.
والكل يتطلع إلى سنوات مديدة من عهده الزاهر – رعاه الله، ومتعه بالصحة والعافية. وفق الله خادم الحرمين الشريفين في سعيه المستمر لرفع شأن المملكة والأمة العربية و الإسلامية، إنه سميع مجيب.
رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة