اليوم الوطني يوم كل الوطن بشرائحه وفئاته كافة, ويُعتبر مناسبة خالدة تتجدَّد كل عام، ومعها تتفاعل جميع أجهزة الدولة, التي تُعنى به، وتحشد له استعدادات هائلة إيماناً بما تقتضيه محبة الوطن ووحدته.

وهذا اليوم يجسِّد عمق اللحمة بين الشعب والقيادة؛ ففي يوم الميلاد التحمت إرادة القيادة مع رغبة الشعب في إنشاء هذا الكيان الذي لمَّ الشتات ووحَّد الفرقاء تحت قيادة واحدة مسجلاً التاريخ شهادة كبرى للأجداد.. تلك الشهادة ألهمت الأبناء اليوم في تكريس ذلك المنهج؛ ليتحد الشعب مع الحكومة ضد كل محاولة لزعزعة هذا الكيان الشامخ..

كانت إرادة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ في تأسيس هذا الكيان مثاراً للتأمل، وصفه البعض بالحلم..! غير أن الواقع كان كفيلاً بترجمة الأماني إلى حقائق لتجعل أولئك يعودون القهقري..!

وها هي تعود تنبؤاتهم مرة ثانية ليصفوا بقاء المملكة واستقرارها بالحلم..! غير أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعلى خطى المغفور له، يرسي دعائم الوطن بثقة، استمدها من تلاحم القيادة مع الشعب كما فعلها والده قبل أكثر من 80 عاماً. إن هذا اليوم وما يمتاز به عن غيره ليس يوم جلاء أو استقلال أو تحرير فحسب..!

هذه الميزات هي التي جعلت المملكة لا تخشى التغيير فحسب.. بل كرّست كل جهدها - رغم الظروف الحالية - على التنمية المتوازنة على الصعيدين البشري والمادي..

حتى احتفالنا بهذا اليوم مغاير لكل احتفالات الأوطان.. فاحتفالنا احتفال شكر وتقدير للآباء المؤسسين، واحتفال فخر بكيان متماسك شيَّده الآباء، وأرسى دعائمه الأبناء؛ ليقف الآن بين العشرين دولة الكبرى على المستوى العالمي.

إن المنجزات التي يمكن أن نعدها في مثل هذه المناسبة أكثر من أن تُحصى في مقال، يحاول أن يرصد هذا اليوم المهم في هذه الدولة.. غير أن حجم المناسبة يجعلنا نقف ولو بأقل القليل كي نسجل العرفان للآباء المؤسسين وللأبناء الذين واصلوا البناء؛ من أجل غرس حب الوطن في الأجيال القادمة؛ كي تسير على الخطى الحالية المستمدة من السابقة.. ونحن إذ نبارك للقيادة وللشعب السعودي احتفاله بيوم الوطن الثاني والثمانين فإننا كذلك نبارك وقوف الشعب السعودي خلف قيادته صفاً واحداً صامداً؛ ليضرب للعالم أجمل أروع صور التلاحم بين القيادة والشعب.

أخيراً، أدام الله الأمن والاستقرار على وطننا، وحماه الله من كيد الكائدين، وأبقاه الله عامراً بولاة أمرنا..

داعياً المولى - عز وجل - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين من كل مكروه.

* أ. د. مساعد بن عبدالمنعم العبدالمنعم- وكيل جامعة شقراء للدراسات العليا والبحث العلمي - المشرف العام على الكليات الصحية بالجامعة