يحتفل السعوديون اليوم بيومهم الوطني بعد 82 عامًا من البناء المستمر والخطوات المتواصلة لتحقيق النماء والرَّخَاء لأبناء هذه الأرض، يدفعهم إلى ذلك ذاكرة عامرة بما حققه آباؤنا تحت راية الإمام المّوحد مؤسس الدَّوْلة السعوديَّة الحديثة

الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- غارس بذرة الخير التي نمت وكبرت وأثمرَّت في صدور كل من وطأت قدماه أرض الحرمين وقبلة المسلمين.

إن القيمة الكبيرة التي تحققت للبلاد والعباد من أهل هذه الأرض الطيبة في الأوساط العالميَّة، لهي نعمة تستحق الحمد والشكر لرب العالمين أولاً وأخيرًا، يكلل ذلك الامتنان لِمَنْ سخرّه رب العباد لتوحيد شتات الجزيرة العربيَّة، في وقت كانت فيه القوى العالميَّة تتجاذب الكرة الأرضيَّة بحثًا عن قيّم أعلى لشعوبها، ظهر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ليوّحد الأرض تحت راية لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، ومرَّ بالدَّوْلة الفتيَّة إلى برِّ الأمان رغم ويلات الحروب العالميَّة، والصعوبات التي عانت منها كل دول العالم قديمها قبل حديثها، وهيأ له رب العباد الظروف المناسبة ليتمم الله على أهل الجزيرة العربيَّة مملكةً أصبحت قائدةً للأمتين الإسلاميَّة والعربيَّة، بمنهج قويم وإستراتيجيَّة بناء حكيمة، تراكمت فيها اللبنات على مرِّ الأجيال، حتَّى وصلت إلى ما وصلت إليه من سؤدد وعلياء بين الأمم والحضارات الأخرى.

وعلى نهج الأب المؤسس كانت خطوات أبنائه، فكان الإنسان أهم عاملٍ من عوامل بناء هذه الدَّوْلة، ومن مدرستين نظاميتين في بدايَّة التأسيس تحوي أقل من 30 طالبًا، إلى أكثر من 26 ألف مدرسة للتعليم العام تضم ملايين الطلاب والطالبات، و25 جامعة تقدم تخصصات علميَّة مختلفة وتستقطب ما يقارب 900 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى 135 ألف طالب وطالبة تبتعثهم الدَّوْلة ضمن برامج علميَّة مدفوعة التكاليف لإنتاج عقول سعوديَّة في تخصصات حديثة ونادرة.

إن إستراتيجيَّة المملكة في بناء العقول، التي لم تتغيَّر منذ عهد -المغفور له بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، لهي الإستراتيجيَّة الناجحة بإذن الله لضمان استمراريَّة النمو المستمر الذي تشهده البلاد، وهو ما تُؤكِّد عليه قرارات وتوصيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهد الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وتقديمهما كل ما من شأنه رفع قيمة مخرجات إستراتيجيات التَّعليم وبناء العقول السعوديَّة.

إن العمل الكبير الذي يتم إنجازه في مجال التنميَّة البشريَّة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، ينتظر مخرجات قد تقدم قفزات هائلة على مختلف المستويات: سياسيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا، تجاريًا، واجتماعيًا، قياسًا بما تحققه المملكة الآن في هذه الجوانب رغم المدخلات السابقة التي لا تقارن بما يتم صرفه وتقديمه حاليًا، وهو الأمر الذي يشي بقادمٍ أفضل على جميع المستويات، ويحقِّق المزيد من النماء والرفاه لأبناء هذا الشعب الكريم وبناته بإذن الله.

- وكيل جامعة حائل