فاصلة:
((من يرتكب الخطأ نفسه فإنه يبتلعه أيضا))
- حكمة فرنسية -
انتشر موقع إلكتروني في شبكة الإنترنت يمكن أن يوصف أنه موقع فضائح علاقات الطلاب الدارسين السرية مع زوجاتهم الأجانب وتخليهم عن أبنائهم.
الموقع مخصص لنشر حكايات وقصص الطلاب الذين درسوا خارج المملكة وفيه وثائق مختلفة كالرسائل والصور ومحادثات في شبكة الإنترنت تؤكد تورطهم بالعلاقات السرّية مع نساء.
الموقع بالفعل يبعث حالة من الأسى في النفس لهكذا مشكلة ما زالت مستمرة ولم يوجد لها حل.
ربما جزء من المشكلة العمر الذي يسافر فيه هؤلاء الطلاب إلى الخارج وهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة جيدة من النضج العاطفي، لكن أساس المشكلة هو الضمير الميت وعدم الإحساس بالمسئولية حيث يترك هؤلاء الطلاب أبنائهم دون الاعتراف بهم رسميا.
البعض يحمّل سفارات المملكة في الخارج أو الملحقيات الثقافية المسئولية تجاه هذه المشكلة ولا أجد مبررا لذلك سوى تنصلنّا دوما من تحمّل المسئولية الذاتية تجاه أي مشكلة ورميها على كاهل الدولة التي هي مسئولة عن كل شيء حتى الخلل الذي نرتكبه في تربية أولادنا.
الشاب الذي يسافر لأجل الدراسة فينشغل بالعلاقات العاطفية ثم يتزوج وينجب ويهرب بعد ذلك ليترك أسرة مشرّدة لا يمكن أن يكون ضميره قد تشكل سويا وهي مسئولية الأسرة بالدرجة الأولى.
إرسال الأبناء المراهقين إلى الخارج للدراسة ليست مسألة سهلة للجنسين ما لم يكن المراهق مستقل بشخصيته قادر على تحمل المسئولية بينما ما يحدث أحيانا أن بعض الأسر ترسل ابنها إلى الخارج للدراسة رغبة منها في التخلص من مشكلاته أو رغبة في إبعاده عن أصدقاء لا يروقون للأب مثلا،وهذا من أسوأ القرارات التي تتخذها الأسرة حين تبعد المراهق المشاغب عن بيئته إلى بيئة خارجية وثقافة مختلفة دون دعم أو مساندة.
ربما وجود مشكلة الأبناء الذين بلا آباء هي مشكلة أسر لا تعرف كيف تبني الضمير في وجدان أبنائها فإذا كبروا وظهرت مشكلاتهم في الانحرافات السلوكية لم تعرف الأسرة كيفية مواجهة المشكلة إلا بالهروب منها والوقوع في مشكلات أكبر لا يمكن حلّها بسهولة.
nahedsb@hotmail.com