لم تكن عمة لأخوة أبوة فحسب.. بل كانت عمة وصلة قربى لأسرة آل ماضي كافة.. مكانتها عالية في نفوسهم لقوة انتمائها وجميل رواياتها ولطفها وحسن تعاملها.. كيف لا وهي الأم الحنون والأخت الودود.. تغمر زوّارها ببهجة وامتنان، وتلتمس العذر لمن يقصر في التواصل معها، وتلهج للجميع بالدعاء والثناء، وتشِّّّّنف الآذان بجمال الروايات وتُحَف الأحاديث، وتحفظ شيئاً من الشعر، وكثيراً ما تردد أبياتاً من الشعر الشعبي والأمثال والحكم. فاضت روحها يوم الثلاثاء 2-2-1433هـ منتقلة إلى بارئها تغشاها الرحمة والسكينة بإذن الله تعالى.. وكان لوداعها صدىً واسعاً في النفوس.. فقد تركت ذكرى طيبة لامرأة صمود صبور.. عُرفت على مدى قرن من الزمن خير امرأة مصونة بالطهر والعفاف، وخير مثال لزوجات تزوجن من خارج أسرهنّ، وقد أنجبت من الأبناء: الأستاذ: محمد (رحمه الله)، الدكتور: عبدالعزيز، المهندس مساعد، الأستاذ: عبدالله، والسيدة: دلال.. أبناء عبدالرحمن بن عبدالله العنقري.. خير ثمرات التربية.
وقد اعتاد أبناء الأسرة زيارتها جماعة على مدى عقود من الزمن صباح يوم عيد الفطر، وبهذا العام تغير برنامج كنا متخذينه ملزماً.. متذكرين ومترحمين على العمة التي ما فتئت طيلة حياتها تُذَكِّر بالقيم وتَذْكر لنا أسلافاً وماضياً جميلاً، وتحث على مكارم الأخلاق ومحاسنها. عندما أودعك يا عمة.. رغم تباعدي عنكِ وتقصيري في حقك.. أبتهل إلى الله العلي القدير أن يلطف بروحك وأن يسكنك فسيح جناته إنه سميع مجيب.