انتقلت إلى رحمة الله تعالى عصر يوم الخميس الموافق 26-10-1433هـ حصة سعد التركي يرحمها الله بعد معاناة شديدة وصراع مرير مع المرض الذي لازمها سنين إثر مرض أحال بها، رحمك الله يا أم عبدالله قاسيت شدة الألم وتحملته وواجهته بكل صبر وصمود فهنيئا لك إن شاء الله قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10).
والله إن مصابنا بك لجلل، وفقداننا لك لهو الخطب العمم، حقاً الدنيا تضحك وتبكي وتجمع وتشتت، شدة ورخاء، سراء وضراء، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط.. إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحمك الله يا أم عبدالله والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن رحمك الله أندى رحمة وعليكم منه أجل مغفرة، فكل القلوب نارها تأجج، وكل الألسن لك تلهج، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
رحمك الله فقد كنت نعم الأم والأخت والخالة والعمة عادلة في إصدار أحكامها، متواضعة لن جانبها، لبقة في تعاملها، بارة بوالديها، محبة للجميع، محبوبة عند كل من يعرفها حتى لو رآها لأول وهلة. جسم رحل، وصوت اضمحل ولكن له في القلوب أجل محل، والمتأمل في الموت يعرف حقاً إنه أمر كبار وكأس تدار على من أقام أوساد يخرج منه العباد من الدنيا إلى جنة أو نار.
اللهم ارحمها برحمتك، وأسكنها فسيح جنتك، اللهم اكتبها عندك في المحسنين وارفعها في عليين، وكفر سيئاتها وأعذها الهم من عذاب جهنم ومن عذاب القبر واجمعنا بها في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
محمد عبدالله العكرش