عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صدر كتاب (تذكرة أبي علي الفارسي وتهذيبها لأبي الفتح عثمان بن جني) تحقيق د. حسين أحمد بو عباس من جامعة الكويت.. وجاء في المقدمة:

أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي 288 - 377 من كبار شيوخ النحو وصفوتهم نشر له خمسة عشر كتاباً وقامت على دراسة حياته وآثاره أبحاث عديدة مفصلة فلم يعد في قوس ترجمته منزع وكذلك الحال لأبي الفتح عثمان بن جني ت 392 الذي لم يقل عن شيخه في خطوته لدى الدارسين لذلك أعرضت عن الترجمة لهما بخلاف ما استنه المحققون من الترجمة للمصنف في صدر الكتاب المحقق وانصرفت إلى الكتاب أدرس عنوانه ونسبته إلى صاحبيه ثم أبنت صفته ومحتواه وبعض مصادره.

وتذكرة أبي علي الفارسي موقع عناية واهتمام مذ أن عرفها الناس فالسلطان يخاطب أبا علي للتمكين من أصلها لنسخها ويطلب منه تصحيح النسخة للخزانة.

بل إن الفاضل وزير الدولة الغزية طلب من المهلب البهنسي النحوي إتمام كلمات في التذكرة واعتنى الشيوخ بقراءتها ودراستها وحكاية نصوصها والأخذ منها في مصنافاتهم ومما يعد من اهتمام العلماء بها والعناية بأثرها رد الأسود الغندجاني المسمى نزهة الأديب في الرد على أبي علي في التذكرة ثم سعي أبي اليمن في الرد على الأسود.

ويأتي كتابنا (مختار التذكرة) في هذا السياق غير أن أهميته تزيد بعلو كعب صانعه ابن جني الذي صحب أبا علي أربعين سنة فكان أولى الناس بالاختيار من التذكرة وتهذيبها بما يعرفه من علم شيخه ومراده من كلامه فكان الكتاب عمل عملين من كبار أعلام العربية.