|
صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل الثقافية مشتملاً على موضوعات متنوعة، أبرزها حوار مع المؤرخ العربي الأمريكي البروفيسور عرفان شهيد، وهو أستاذ كرسي سلطنة عمان للدراسات العربية والإسلامية في جامعة جورج تاون الأمريكية العريقة منذ تأسيسه عام 1982م حتى عام 2008م عندما تقاعد رسمياً بعد بلوغه الثمانين من العمر، ومما أدلى به في هذا الحوار أنه اكتسف مخطوطة فريدة في نجران باللغة السريانية، كان اكتشافها عسيراً، لأنه استلزم مراسلات مع القدس وبغداد وماردين وإسطنبول، وقد أشارت مصادر أجبية غلى أن الملكة العربية ماوية التي ثارت على الدولة البيزنطية، وانتصرت عليها في مواقع ذكرها المؤرخون بإعجاب، وكان لها شعراء يتغنون بهذا النصر، وأجرى الحوار في واشنطن د. عوض البادي.
وأطل العدد على المكتبات الخاصة في القطيف من خلال جولة علمية قام بها الباحث عبد الرحمن بن محمد العقيل، الذي أوضح أنه لم تعد المكتبات الخاصة حكراً على الأسر العلمية، فلا يكاد يخلو حي من مكتبة خاصة ذات قيمة، لكن قل الاهتمام بالمخطوطات بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن مدينة القطيف من مراكز الحضارة في الجزيرة، ومن أهم المكتبات التي ألقى عليها الأضواء مكتبة الشيخ حسن بن موسى الصفار، ومكتبة الأستاذ علي معتوق الحرز، ومكتبة أبي سيبويه محمد علي الناصر، ومكتبة الشيخ عبد الحميد الخطي، ومكتبة عبد القادر أبو المكارم (مكتبة الإمام محمد بن الحسن).
ورصد العدد بعض آراء فولتير، إذ يبين محمود عبد العزيز راضي أن فولتير عاش مرحلتين من حياته في تعامله مع الإسلام: المرحلة الأولى عاش خلالها يشوه الإسلام وسيرة خاتم الأنبياء، كسائر رجال الإلكيروس والاستشراق، وفي المرحلة الثانية أدرك فولتير ضرورة الاعتراف بالحقيقة، فمدح الإسلام وأثنى على خير الأنام.
وتجول الناقد علي مرزوق في عالم الفنان التشكيلي السوداني محجوب العوض الذي وصف المملكة العربية السعودية بأنها بيئة حافزة للإبداع، وقد وصفه الكاتب بأنه فنان متمرد على الاتجاهات الفنية، وأعماله خليط من مجموعة مدارس فنية.
وفي إطار اهتمام المجلة بالأحداث الجارية، ركز د. أحمد بن حامد الغامدي في قضية الثورات في بعض الدول العربية التي عرفت بـ(الربيع العربي)، كتب تحت عنوان (الثورات العلمية والسياسية.. ما العلاقة؟)، موضحاً أن الراجفة السياسية تتبعها الرادفة العلمية، فتاريخ كبريات الثورات السياسية يوضح أن هذه الثورات بدأت بزلزال سياسي مدو، ثم أعقبها بعض الهزات الارتدادية على شكل طفرات علمية وثقافية وفكرية.
وفي الإطار نفسه، تناول د. خير الدين عبد الرحمن. موضوع (العرب وتصاعد خيار القوة الناعمة) مشيراً إلى أن عالمنا يشهد تحولاً متزايداً نحو تغليب استخدام عناصر القوة الناعمة وأدواتها على ما ساد طويلاً من اعتماد مفرط في استخدام عناصر القوة العسكرية ردعاً أو عملاً.
وقدم سيد الجعفري جولة في ربوع مناطق المملكة، موثقاً مهرجاناتها وفعالياتها الصيفية التي حاولت الإسهام في تشجيع السياحة الداخلية.
وفي خاتمة المطاف، كتب د. فاضل السباعي عن مدينة (الرابية) الأندلسية، التي عمرها الغرناطيون، وأقاموا بها قروناً.
وضم العدد إبداعات شعرية، فكتب يس قطب الفيل تحت عنوان (الصيام ورحلة الإيمان) وعبد الرحمن البواردي تحت عنوان (الوهم).