في جملة الأحداث الصادمة، التي ترافقت مع الاحتجاجات الشعبية ضد الفيلم المسيء لشخص نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وغير المقبول أخلاقيا، فإنها -مع الأسف- لم تعكس الصورة الإيجابية، والنقية للدين الإسلامي العظيم. فكانت ردات الأفعال التي شهدناها على أرض الواقع؛
مما لا يؤتى أكله، كما أنها أوقعت حكومات دول في حرج مع دول أخرى.
إن لغة القتل، وثقافة التخريب، هي مخرجات لعنف غير مبرر، تجاه أناس ليسوا معنيين -أساسا- بالقضية، فأساس موقفنا -الشرعي والسياسي-، هو: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}. مع أن دور السينما الأمريكية، لم تقم بعرضه، بل لم يعلم به أحد في أمريكا، وغاية ما في الأمر: أنه انتشر عبر الشبكة العنكبوتية، وقناة اليوتيوب في الشرق الأوسط؛ حتى بلغ عدد مشاهديه من المسلمين بحسب ما تم رصده إلى «97%»، وهو ما يدل على أن المجتمعات إذا كانت قليلة الوعي، وغير قادرة على مخاطبة الآخر، كانت المشكلة أكثر تعقيدا.
إن ما حدث من ردة فعل غير منضبطة، هي ثقافة خاطئة في كيفية التعامل مع هكذا قضايا، تتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، التي تدعو إلى ضرورة الحفاظ على حياة، وممتلكات الناس؛ حتى لا نتجاوز المشروع إلى الممنوع. وإذا كنا مأمورين، بأن نخاطب الناس على قدر عقولهم، فإن الترجمة السلوكية المتوقعة، سيكون في تحديد هدف رد الفعل الهادئ لشعوب محتقنة، ومستفزة تلقائيا، وذلك من خلال رفض أي رد فعل غير منضبط.
من حقنا أن نعبر عن رفضنا للإساءة أيا كان مصدرها، ونوعها؛ ولكن باستخدام وسائل دفاعية -عقلانية وشرعية-، ممزوجة بالحكمة، والحنكة، يتولاها كبار علماء الأمة، ومفكروها؛ من أجل التعريف بسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديه، والاستنان بسنته، ونشر فضائله، وإذاعة قيم الإسلام، وتعاليمه، عن طريق وجود آلية الحوار مع صانعي القرار، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات الحوار بين الأديان.
drsasq@gmail.com