حقق منتـــج الفيلــم المسيء لرسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كل ما خطط له بإثارة الشارع الإسلامي الهش، وخروج المظاهرات واندلاع أعمال العنف في أكثر من دولة إسلامية وسقوط القتلى والجرحى، نجح المنتج ومعه المخرج وبقية طاقم الفريق التافه لأنهم درسوا طبائع هذه الشعوب وأدركوا مدى سهولة استثارتها لأنها لازالت إلى يومنا هذا تمثل ظاهرة صوتية تأتي ردود أفعالها الصوتية لأيام ثم تخفت حتى لا تكاد تسمع صوتا واحدا.
يضرب على مرابعها النسيان لأنها تتناغم فقط مع الفعل لتأتي ردود الفعل أكثر عنفا ثم تخمد إلى أن يأتي فعل آخر فهي لا تسير على منهج وإنما يسير البعض مثل القطيع خلف المحرضين وأصحاب المصالح والمناهج الحركية والأحزاب الموالية لبعض الدول المتطرفة في العالم الإسلامي، وهي أحزاب تستغل مثل هذه الإساءات لتقيم حفلات شجب وندب بما تحاول به إظهار صورتها وكأنها حامية حمى الدين والذائدة عن حياضه والذابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والنتيجة أن مايبنيه ألف داعية في أعوام لنشر الإسلام في أرجاء المعمورة يهدمه هؤلاء الغوغاء بتصرفاتهم البعيدة عن سماحة الدين الإسلامي في ساعات معدودة لأنهم يبرزون الصورة المعتمة فيتوقع كل شخص غير مسلم أن كل المسلمين على هذه الشاكلة، وأن أفعالهم مستمدة من دينهم لذلك يتراجع كثيرون كانوا ينوون اعتناق الدين مسافات طويلة بعد أن كانوا أقرب إليه من حبل الوريد.
ظلت ردود الأفعال كما هي لا تتغير ولا تتبدل لا نرى من خلالها إلا صورة واحدة نمطية ظلت راسخة لا تظهر إلا أعداء الدين وحماة الدين وضاع الوسطيون في زحمتهم، أعداء الدين يكيدون للإسلام وحماة الدين يدافعون عنه ببسالة وعنف حتى تسيل دماء الأبرياء فخرجنا من وقائع مريرة دون عبرة رغم وضوح أهداف من ينتجون الأفلام المسيئة ومن يؤلفون الكتب المضادة لمنهج المسلمين. ما حدث على إثر الفيلم المسيء لم يكن الأول ولن يكون الأخير طالما استمر التعاطي معها بتلك الغوغائية، فكتاب آيات شيطانية ثم رسومات الرسام الدنمركي المسيئة لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخيرا وليس آخرا الفيلم الأمريكي جنى منها أصحابها الشهرة التي يبحثون عنها وملأوا جيوبهم بملايين الدولارات بفضل غوغائية ردود الفعل وهي ردود ذكرت الناس بأن هناك أعمالا لابد من الاطلاع عليها حتى ولو من باب الفضول وخرج المسلمون من المعركة خاسرين لأنهم لم يستخدموا أسلحتهم الأكثر فاعلية في عالم اليوم إما بنقل الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين بجهود العلماء والدعاة أو الحوار الحضاري المستند على الحقائق ونشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان سماحة الإسلام القائم على احترام الأديان الأخرى.
للأسف أن مثل هذه الحوادث تجد من المسلمين أومن يدعون الإسلام من يستغلها أبشع استغلال فتخرج التظاهرات تحت شعارات دول أو أحزاب توهم الناس أنها تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بينما تمارس أبشع صور التصفيات الجسدية وتؤيد الأنظمة الدموية مثل نظام الأسد في سوريا علانية ودون حياء، إيران وحزب الله يدفعان بالمتظاهرين تحت ستار الدفاع عن النبي بينما هي في الواقع لتحقيق أهداف سياسية تخفى على البسطاء هذه أكبر معضلة في نظري يواجهها العالم الإسلامي.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15